أأحبابنا هل عائد بكم الدهرُ - حيدر بن سليمان الحلي

أأحبابنا هل عائد بكم الدهرُ
طواكم وعندي من شمائلكم نشرُ؟

سلامٌ على تلك المحاسن إنها
مضت فمضى في إثرها الزمن النضرُ

لعمري لئن قد أقفر الجزعُ منكم
فربع الأسى من بعدكم طللٌ قفر

أشاق إليكم كلما عنَّ بارقٌ
وآية ُ شوقي أنَّ دمعي له قطر

ولا أنشق الأرواحَ إلا غلالة
لتبردَ أحشائي وهل يبرد الجمر؟

وكنت أعدُّ الهجرَ لا شيء فوقه
إلى أن أتى ما هان من دونه الهجر

فأصبحت لا أعلامُ سلع تشوقني
ولا يتصبّاني بها ما حوى خدر

وكيف وفقدان الشباب فقدتكم؟
وتلك حياة ٌ لا يُحبُّ لها عمر

ولما تجاذبناكمُ أنا والردى
رجعت برغمي عنكم ويدى صفر

وكم منكم من واضح الوجه ادرِجتْ
له صورة ٌ في البُرد لم يحكها البدر

وكافورة ٍ للحسن أضحت بزعمهم
تعطَّر بالكافور وهي له عطر

لي اللهُ بعد اليوم من لي بقربكم
وأبعدُ غادٍ من أتى دونه القبر

قفوا زوِّدونا إنما هي ساعة ٌ
ووعد التلاقي بيننا بعده الحشر

رحلتم وقلبي شطرُه في ظعونكم
وللوجد باقٍ منه في أضلعي شطر

وشيَّعتكم والدمع يومَ نواكم
غريقان فيه خلفكم أنا والصبر

وأعهدُ خصراً يشتكي ثقلَ ردفه
فوارحمتا تحت الرشا لك يا خصر

ولما وقفنا للفراق وقُرِّبت
حمولة ُ بينٍ لا يكلُّ لها ظهر

ربطت بكفيَّ الضلوع على حشاً
تكاد خفوقاً أن يطيرَ بها الذعر

كأنَّ نياط القلب شدّت حمولكم
به، وبكم عنّي مذ انفصل السفر

فكم خلفكم لي أنة ٌ ما لوت بكم
على أنها قد لان شجواً لها الصخر

سأبكيكم ما ناح في الوكر طائرٌ
فطائرُ قلبي بعدكم ما له وكر