أصداً وسخطاً، ما لهُ كيفَ يحكمُ، - صفي الدين الحلي

أصداً وسخطاً، ما لهُ كيفَ يحكمُ،
أليسَ لهُ قلبٌ يرقّ، فيرحمُ

أأرضَى بقتلي في الهوى وهوَ ساخطٌ،
وأبسطُ أعذاري لهُ وهوَ مجرمُ

نبيُّ جمالٍ للغرام مشرِّعٌ،
يحلِّلُ ما يختارهُ ويخرِّمُ

يرينا خدودَ المحسنينَ ضوارعاً
لديهِ، وأقدامَ المسيئينَ تلثمُ

عجبتُ لهُ يجني ويصبحُ عاتباً،
فو حرباً من ظالمٍ يتظلمُ

وأعجبُ من ذا أنّه، وهوَ ظالمي،
غدا ليَ خصماً وهوَ في الفصلِ يحكمُ

فيا عاتباً في سكبِ دمعٍ أذالَهُ،
فأمسَى بأسرارِ الهَوَى يَتَكَلّمُ

أسرتَ فؤادي ثمّ أطلقتَ أدمُعي،
وحاولتُ أنّي للصبابة ِ أكتمُ

ومن قلبهُ مع غيرهِ كيفَ حالُه؛
ومَن سِرّهُ في جَفنِهِ كيفَ يُكتَمُ