مُغنّى الطّريقِ - طارق الكرمي

سأعزِفُ الآنَ الشّوارِعَ
الشّوارعَ التي عبّدتها حوافِرُ الأطفالِ
التي فَرَمتْ تفرُمُ لحْمَها المُجنزراتُ
التي طِرنا نركضُ فيها بلا أقدامٍ
التي تُسَفلِتُها السّماءُ
الشّوارِعَ التي ستؤدّي
التي ربتما لنْ تؤدّي
سأعزِفُ الشّوارِعَ حينَ أشجارُها وأعمدتُها هُم القتلى
حينَ أحمِلُ فتاتي قيثارةً
هذي الشّوارِعُ لا تطيقُ أنْ تُسمّى و
لا تطيقُ أرصِفةً
الشّوارِعُ التي تتلوّى أمعاءَ خاويَةً
الشوارعُ التي ستظلُّ أقصرَ مِنْ خطوةِ الطفل