عن فمي - طارق الكرمي

فمي جرسٌ مِنْ حجرٍ يُضيءُ
فمي زهرةٌ وحشيّةٌ
فوّهةٌ تضُخُّ عصافيرَ ضريرةً
بابُ مغارةٍ للرّيحِ ولعلي بابا
بوقُ أوركسترا الذّئبِ
بيْتُ أفعىً لا تُفارِقُهُ إلا لتلدَغَ الأشياءَ فتخضَرُّ
هوَ الخَتْمُ يَطبعُ وَحْماتٍ على جسدِ الفتاةِ التي تتقشّرُ لي
فمي أُعيرُهُ للطِّفلِ إذ يَتوحّشُ أمامَ الثّديِ و
للفتاةِ صُبحاً تتثائبُ
تُرعِدُ فيهِ الأسنانُ اللّبنُ كحجارةِ بيتٍ مهجورٍ
كثيراً ما أفغَرُهُ لألْتَهِمَ نَفْسي
إنّهُ يَطيرُ مُرفرِفاً بشفتيهِ لِيحطَّ على وجهٍ لا أعرِفُهُ
أحياناً أنزعُ عنهُ الضّحكةَ لأهبَها إلى عنزةٍ على بابِ مَسْلخٍ
بوابةٌ للطّهفِ و النحلِ والقذائفِ
في هذا العالمِ المِرحاضِ لكَ أنْ تُبصرَهُ فتحةَ الشّرجِ
يا لِفمي مَنْ شَقّهُ بسكّينٍ لِيُسمّيهِ فماً
أيُّ فمٍ هذا...