طقوس - عبد القادر رابحي

فَاضَتْ بِالخَمْرَةِ طِينُ الدَّالِيَةِ الزَّرْقَاءْ..
فَاضَتْ بِالحُزْنِ
وَ أَتْعَبَهَا التَلْمِيحْ..
سَتُسَمِّيهَا وَطَناً أَعْمَى..
حِبْراً يَتَدَفَّقُ مِنْ طَشْقَنْدَ..
بُكَاءً يُشْبِهُ صَوْتَ النَّائِحَةِ البَلْهَاءْ
سَتُسَمِّيهَا عِنَبَ الكَلِمَاتِ
وََ مَسْبَحَةً تَهْذِي بِحُرُوفِ العَاشِقِ
تُطْفِئُ فِي المَنْفَى عَطَشَ السَّنَوَاتِ
وَ تَسْقِي مِنْ دَمِهَا غَابَاتِ الشِّيحْ..
الشَّاعِرُ فِي المَنْفَى
سَيَمُوتُ وَحِيداً
تَغْمُرُهُ الأَسْوَارُ
وَ عَاشِقَةُ المِرْآةِ كَعَادَتِهَا
تَسْتَيْقِظُ فِي كُلِّ شِتَاءْ..
تَتَذَكَّرُ تَارِيخَ المِيلاَدِ
وَ تَقْرَأُ خَطَّ العُمْرِ
وَ تَنْثُرُ بَعْضَ قَصَائِدِهِ
فِي سِفْرِ الرِّيحْ..