أتوصلُ زينبُ، أمْ تهجرُ، - عمر ابن أبي ربيعة

أتوصلُ زينبُ، أمْ تهجرُ،
وإنْ ظلمتنا، ألا تغفرُ؟

أدلتْ، ولجَّ بها أنها
تُرِيدُ العِتَابَ وَتَسْتَكْبِرُ

وتعلمُ أنّ لها عندنا
ذَخَائِرَ مِلْحُبِّ لا تَظْهَرُ

ووداً، ولو نطقَ الكاشحو
ن فيها وَلَوْ أَكْثَرَ المْكْثِرُ

ولستُ بناسٍ مقالَ الفتاة ِ،
غَداة َ المُحَصَّبِ إذْ جَمَّرُوا

أَلَسْتَ مُلِمّاً بِنَا يَا فَتًى
فما لك عن وصلنا تدبرُ...

فقلت: بلى ، أقعدي ناصحاً،
يُنَفِّضُ عَنّا الَّذي يَنْظُرُ

وآية ُ ذلكَ أن تسمعي
نداءَ المصلينَ، يا معمرُ!

فأقبلتُ، والناسُ قد هجعوا،
أطوف عَليهم وما أنظر

إذا كاعِبَانِ وَرَخْصُ کلْبَنَانِ
أسيلٌ مقلدهُ، أحورُ

فَسَلَّمْتُ خَفْياً فَحَيَّيْنَني
وقلبيَ، من خشية ٍ، أوجرُ

وقالتْ: طربتَ، وطاوعتَ بي
مَقَالَ العَدُوِّ وَمَنْ يَزْجُرُ

فقلتُ مقال أخي فطنة ٍ،
سَمِيعٍ بِمَنْطِقِها مُبْصِر:

أَلِلْصَّرْمِ تَطَّلِبينَ الذُّنُوبَ
ولم أجنِ ذنباً لكي تغدروا

فإنْ كنتِ حاولتِ صرمَ الحبا
لِ، فإنّ وصالكِ لا يبتر

فَإنْ كُنْتِ أَدْلَلْتِ كَيْ تَعْتِبي
فَكَفّي لَكُمْ بِکلرِّضَا تُوسِرُ

فقالتْ لها حرة ٌ عندها،
لذيذٌ مقبلها، معصر:

دعي عنكِ عذلَ الفتى واسعفي،
فإنّ الودادَ له أسور

فبتُّ أحكمُ فيما أردتُ،
تُ حَتَّى بَدَا وَاضِحٌ أَشْقَرُ

تَميلُ عَلَيَّ إذا سُقْتُها
كَمَا کنْهَالَ مُرْتَكِمُ أَعْفَرُ

يفوحُ القرنفلُ من جيبها،
وريحُ اليلنجوجِ والعنبر

فَبِتُّ وَلَيْلَي كَلا أَوْ بَلَى
لديها، وبلْ ليلتي أقصر

وكيفَ اجتنابكَ دار الحبيب،
كيف عن ذكرهِ تصبر؟