هَدِيَّتِي في الْعِيدِ - عمارة بن صالح عبدالمالك

أيُّها الأزرقُ
قدْ جئتُكَ بالرُّوحِ الشَّريدِ
مِنْ أعالِي ذلكَ الرَّبْعِ الْبَعيدِ
مُبحرًا في قاربِ الرَّمْلِ الْعَتيدِ
أَتحَدَّى كلَّ جبَّارٍ عَنيدِ
جئتُ مِنْ خلفِي الْعَوادِي
بِحرابٍ و سيوفٍ و وَعيدِ
أقمعُ الآلامَ في قلبِ جَليدِ
هائمًا في ظلمةِ الدَّربِ المَديدِ
هاربًا في موطنِي
مِنْ موطنِي مثلَ الطَّريدِ
تعترينِي فزعةُ الموتِ الأكيدِ
بينَ حينٍ ماتَ و الحينِ الجديدِ
جئتُ يا أزرقُ لا أتلُو نشيدِي
بلْ أناجيكَ بحرفٍ منْ قصيدِي
يا عظيمًا
ضُمَّنِي للعمقِ في موجٍ نضيدِ
اِحْمنِي كالسَّمكِ الْوَاهنِ
مِنْ هولٍ شديدِ
أنتَ أجدى من قلوبٍ في المَحِيدِ
مَا لهَا
غيرُ وأدِي في الصَّعيدِ
جئتُك اليومَ، و كانَ اليومَ عيدِي
حاملًا جيدِي
مُعَنًّا بالحَديدِ
قيَّدونِي
قلَّدونِي الْغُلَّ في عامِي السَّعيدِ
كبَّلونِي
صَفَّقوا لِي، ثمَّ قالُوا:
ألفُ مبروكٍ على العقدِ الفريدِ!