مُدِيرٌ كَالْكَلَخِ - عمارة بن صالح عبدالمالك

اُنْظُرْ لنفسِكَ صرتَ كالْكَلَخِ الْمُسِنِّ
الرَّأسُ عاريةٌ و فوكَ بغيرِ سِنِّ

ما زلتَ تحلمُ لو تفوزُ برتبةٍ
أعلَى و كُرْسِيٍّ وَثيرٍ مُطْمَئنِّ

شرفُ المَراتبِ لا يَنالُه سافلٌ
وَغْدٌ و مَنْ في نفسِهِ مِثقالُ جُبْنِ

لا تحسَبنَّ أصبتَنِي فَقتلتَنِي
أَ فَبِالْمَقالبِ تَطلبونَ الثَّأرَ مِنِّي؟!

عمَلِي فقدتُهُ بيْدَ أنيَ مُؤمنٌ
"الرِّزْقُ يَصْرفُه الْإِلَهُ بغيرِ ضَنِّ"

هُوَ خيرُ مُنتَقمٍ و أعدلُ عادلٍ
بالحَقِّ ينصرُ عبدَهُ عَقِبَ التَّأنِّي

أَسَفُ الْكِرامِ عَلَيَّ ليسَ يزيدُنِي
إلا الفَخارَ، كأنَّ شيئًا لمْ يُصبْنِي

عَلِمَ الْجَميعُ فضائلِي و مَحامدِي
و جمعتَ أنتَ رذائلًا مِنْ كلِّ لَوْنِ

تُتَنَاقَلُ الأخبارُ عنكَ بِخِسَّةٍ
قدْ هُنتَ في نظَرِ الْعِبادِ أشدَّ هَوْنِ

كَذِبٌ و لُؤْمٌ و ادِّعاءُ صَرامةٍ
و فِعالُ ذِئْبٍ مُخْتَلٍ بِقَطيعِ ضَأْنِ

وَجْهٌ يَفِيضُ بَشاشةً و سَريرةٌ
حَوَتِ الْحَقائدَ و الْمَكائدَ و التَّجَنِّي

خَسِرَتْ يَداكَ رُجُولةً مَزْعُومَةً
و فُحُولةً، و غدوْتَ كبشًا دونَ قَرْنِ

ما أرخصَ الإنسانَ دونَ كرَامةٍ
و يَظلُّ يرفعُ رأسَه بَعْدَ التَّدَنِّي

حتَّى الْمَزابلُ لا تُحَبِّذُ ريحَهُ
حتَّى الكلابُ تَعُفُّ عنْهُ لِفَرْطِ نَتْنِ