سارق النّار الجديد - مجذوب العيد المشراوي

لُغَة على شَفَتيْك ترْسُم ساحِلا
وخُطاك ترصُدُ في السّماء بدائِلا

مَنْ أنت َ؟ هل تَرْجَمْت موْجًا جئْتَهُ ؟
فنفاكَ وهْوَ يَمُرّ وسْطَكَ هائلا ..

يا سارِقَ النّار العنيد أحُسّنِي
ريحًا ولَفْح النّار يَرْقصُ ذاهلا

كانت تُعَلِّمُنِي السُّكونَ بلادَتِي
واليَوْم كلِّي لا يُقيم فواصِلا

أيْن الهواء وأين يسْكن واثقًا ؟
ما سرّ أن يَمْضِي النَّسيم جَحَافِلا ؟

حُب يَحوم فَمَنْ يُجَرِّبُ جَمْرَهُ
مَنْ ذاك لوْ أوقَدْت مِنْهُ فتائلا ؟

أنا سارق النّار الجديد ..فَمَنْ يَرى
طُرُقَ الخَلاصِ ولا يُثيرُ قلاقلا ؟

بَعْثَرْت مِن عشْقِي الدَّفين وَلم أزل ْ
تحتَ السَّماء مُوَحِّدًا مُتَمَايِلا َ

فَوْق السّلام أسوق دفءَ براءتي
وأ َدُسّ في صَدْرِي السَّليم جَدَاولا

لا أ خْفِت النّور البَهِيَّ لأنّه ُ
أَهْدَى إلى سِحْر الحُروف بَلابِلا َ

مَنْسِيَّة مُدُن الهيَام بخافِقِي
تلْك التي رَسَمَت لِصَمْتِي ساحِلا

سَأسُد بَحْرَ الشَّوْق بينَ جوانحي
وأضُمُّهُ حتّى يصيرَ منَاهِلا