هيَ الدّارُ من سَلمَى وَهاتي المَرَابعُ، - أبو فراس الحمداني

هيَ الدّارُ من سَلمَى وَهاتي المَرَابعُ،
فحتى متى ياعينُ ، دمعكِ هامعُ ؟!

ألمْ يَنهكِ الشّيبُ الذي حَلّ نازِلاً؟
وَللشَيْبُ بَعدَ الجَهلِ للمَرْء رَادع!

لئنْ وصلتْ " سلمى " حبالَ مودتي
فإنَّ وشيكَ البينِ ، لا شكَّ ، قاطعُ

و إنْ حجبتْ عنا النوى " أم مالكٍ "
لَقَدْ سَاعَدَتْهَا كِلّة ٌ وَبَرَاقِع!

و إن ظمئتْ نفسي إلى طيبِ ريقها
لقدْ رويتَ بالدمعِ مني المدامعُ

وَإنْ أفَلَتْ تِلْكَ البُدورُ عَشِيّة ً،
فإنَّ نحوسي بالفراقِ طوالعُ

وَلمّا وَقَفْنا لِلْوَدَاعِ، غَدِيّة ً،
أشارتْ إلينا أعينٌ وأصابعُ

وَقالت: أتَنْسَى العهدَ بالجِزْعِ وَاللّوَى
و ما ضمهُ منا النقا والأجارعُ ؟

وَأجرَتْ دمُوعاً من جُفونٍ لِحَاظُها
شِفَارٌ، على قَلبِ المُحبّ قَوَاطِع

فقلتُ لها : مهلاً ‍! فماالدمعُ رائعي ،
وَمَا هُوَ للقَرْمِ المُصَمِّمِ رَائِع!

لَئنْ لمْ أُخَلّ العِيسَ وَهْيَ لَوَاغِبٌ
حدابيرَ ، منْ طولِ السرى ، وظوالعُ

فما أنا منْ " حمدانَ " في الشرفِ الذي
لَه مَنْزِلٌ بَينَ السّمَاكَينِ طَالِع