و زائرٍ حببهُ إغبابهُ - أبو فراس الحمداني

و زائرٍ حببهُ إغبابهُ
طَالَ عَلى رَغمِ السُّرَى اجتِنابُهُ

وافاهُ دهرٌ عصلٌ أنيابهُ
واجتابَ بطنانَ العجاجِ جابهُ

يدأبُ ما ردَّ الزمانُ دابهُ
وَأرْفَدَتْ خَيْرَاتُهُ وَرَابُهُ

وافى أمامَ هطلهِ ربابهُ
باكٍ حزينٌ ، رعدهُ انتحابهُ

جاءتْ بهِ ، مسيلة ً أهدابهُ ،
رَائِحَة ٌ هُبُوبُهَا هِبَابُهُ

ذيالة ً ذلتْ لها صعابهُ
ركبُ حيَّا كانَ الصبا ركابهُ

حَتى إذَا مَا اتّصَلَتْ أسْبَابُهُ
وضربتْ على الثرى عقابهُ

و ضربتْ على الربا قبابهُ
وَامْتَدّ في أرْجَائِهِ أطْنَابُهُ

وَتَبِعَ انْسِجَامَهُ انْسِكَابُهُ
وَرَدَفَ اصْطِفَاقَهُ اضْطِرَابُهُ

كأنما قدْ حملتْ سحابهُ
ركنَ شروري واصطفتْ هضابهُ

جَلّى عَلى وَجْهِ الثّرى كِتَابُهُ
وَشَرِقَتْ بِمَائِهَا شِعَابُهُ

و حليتْ بنورها رحابهُ
كَأنّهُ لَمّا انْجَلَى مُنْجَابُهُ

و لمْ يؤمنْ فقدهُ إيابهُ
شيخٌ كبيرٌ عادهُ شبابهُ