يا ضَارِبَ الجَيشِ بي في وَسْطِ مَفرِقهِ - أبو فراس الحمداني

يا ضَارِبَ الجَيشِ بي في وَسْطِ مَفرِقهِ
لقدْ ضربتَ بنفسِ الصارمِ الغضبِ

لا تَحرُزُ الدّرْعُ عَني نَفسَ صَاحبِها
وَلا أُجِيرُ ذِمَامَ البِيضِ وَاليَلَبِ

و لا أعودُ برمحي غيرَ منحطمٍ
و لا أروحُ بسيفي غيرَ مختضبِ

حَتى تَقُولَ لَكَ الأعْداءُ رَاغِمَة ً
" أضحى ابنُ عمكَ هذا فارسَ العربِ "

هيهاتَ لا أجحدُ النعماءَ منعمها
خلفتَ " يابنَ أبي الهيجاءِ " فيَّ أبي؟

يَا مَنْ يُحاذِرُ أنْ تَمضِي عَليّ يَدٌ
مَا لي أرَاكَ لبِيضِ الهِندِ تسمحُ بي؟

و أنتَ بي منْ أضنِّ الناسِ كلهمِ
فكيفَ تبذلني للسمرِ والقضبِ؟

ما زلتُ أَجهلُهُ فضلاً وأُنكره
نعمى ، وأوسعُ منْ عجبٍ ومنْ عجبِ

حتى رأيتكَ بينَ الناسِ مجتنباً
تُثْني عَليّ بِوَجْهٍ غَيرِ مُتّئِبِ

فعندها ، وعيونُ الناسِ ترمقني
عَلِمْتُ أنّكَ لم تُخطىء ولَم أصِبِ