يا لاعباً بحياتي، - أبو نواس

يا لاعباً بحياتي،
وهاجِراً ما يُؤاتي

و زاهدا في وِصالي،
ومُشمِتاً بي عُداتي

و حامِلِ القلبِ منِّي
على سِنانِ قناة ِ

ومُسكنَ الرّوح ظلماً
حبْسَ الهوى من لهاتي

هذا كتابي إليكم
مِدادُهُ عَبَراتي

لو أنّ لي منكَ نَصْفاً
أو قابلاً لبراتي

ما باتَ قلبي رهيناً،
لأنجمٍ طالعاتِ

يا بِدعة ً في مثالٍ،
لا مُدْركا بالصِّفاتِ

فالوَجْهُ بدْرُ تمَامٍ،
بعينِ ظبْيِ فَلاة ِ

مفرَّدٌ بنَعِيمٍ
من الظِّباءِ اللَّواتي

ترودُ بين ظِباءٍ
مصَائِفٍ ومشاتي

والجيدُ جيدُ غزالٍ،
والغنْجُ غنْجُ فتاة ِ

مذكَّرٌ حين يبْدو،
مُؤنَّثُ الخلواتِ

من فوقِ خَدٍّ أسيلٍ
يُضيءُ في الظّلماتِ

وشارِبٍ يتَلالا،
حين ابتدا في النَّباتِ

ذاك الذي لا أُسمّي
من هَيْبتي لِثِقاتي

لكن إذا عيلَ صبري
ذكرتُه في هجاتي:

عينٌ ولامٌ وميمٌ
مليحة ُ النَّغماتِ