اسْقِني يا ابنَ أذينِ، - أبو نواس

اسْقِني يا ابنَ أذينِ،
من شَرابِ الزَّرَجُونِ

اسْقني حتى تَرَى بي
جِنّة ً غَيرَ جَنُونِ

قَهوَة ً عُمّيَ عَنها
ناظِرَا رَيْبِ الْمَنُون

عُتّقَتْ في الدّنّ حَتى
هيَ في رِقّة ِ ديني

ثمّ شُجّتْ، فأدارَتْ
فوْقَها مثل العيونِ

حَدَقاً تَرْنُو إلَينا،
لم تُحَجَّرْ بِجُفُونِ

ذَهَباً يُثْمِرُ دُرّاً،
كلَّ إبّانٍ وحينِ

بيَـدَيْ ساقٍ عليْهِ
حلّة ٌ مِن ياسمينِ

وعلى الأُذْنَينِ مِنْهُ
وردَة َ آذَرَيونِ

غايَـة ً في الشّكْلِ والظّرْ
فِ، وفرْدٌ في المجونِ

غنّني يا بنَ أَذينِ:
ولها بالمَاطِرُونِ