سـقـاكَ الــلـهُ والأفُـقَ الّـ - أبو نواس

سـقـاكَ الــلـهُ والأفُـقَ الّـ
ـذي يَمّمْتَهُ أفَقَا

لئِنْ أشْعَرْتَني حُبّاً،
لقدْ أشْعَرْتَني فَرَقَا

فـما لي عنـدكمْ سَـمِـجــاً ،
وعنْـد سِـوَاكـمُ لَـبِـقَـا

كـأنّكَ خَـيْـرُ مـعْـشُـوقٍ
يــراني شَـرَّ من عَـشِـقَـا

سَلَبْتَ الظّبْيَ مُقْلَتَهُ
ولـم تـتْـرُكْ لـه العُـنُـقَـا

وقالوا: مَن عشِقْتَ؟ فقلْـ
ـتُ: خيرُ وشَرّ مَن عُشِقَا

فخيـرُهُـمُ معـاً خُـلُـقـاً ،
وشَرّهُمْ معاً خُلُقَا

تُغَمّسُ في العَبيرِ قميـ
ـصَها حتى شَكَا الغَرَقَا

وسـالَـتْ منْ عقيصَـهتِها ،
سَلاسِلُ كُسّرَتْ حَلَقَا

عـلى بَـشَـرٍ كـأنّ الــدُّ
رّ يعْلُوهُ إذا عَرِقَا

فلَوْ أبْصَرْتَهَا لَخَرَرْ
تَ عند دُنُوّها صَعِقَا