وخَمّـارَة ِ للّهْوِ فيها بَقيّة ٌ ، - أبو نواس
وخَمّـارَة ِ للّهْوِ فيها بَقيّة ٌ ،
إلَيْها ثَلاثاً نحوَ حانَتِها سِرْنا
وللّيْلِ جلْبابٌ علَينا، وحَوْلَنا،
فما إنْ ترَى إنْساً لديه، ولا جِنّا
يسايرُنا ، إلاّ سَماءً نُجومُها
مُعَلّـقَـة ٌ فيها ، إلى حيثُ وَجّهْنا
إلى أنْ طَرَقْنا بابَها بعد هَجْعَة ٍ ،
فـقالتْ : منِ الطُّرَّاقُ ؟ قلنا لها : إنّـا
ّا شَبابٌ تَعارَفْنا ببابِكِ، لم نكُنْ
نَرُوحُ بما رُحْنا إليْكِ ، فأدْلَجْـنا
فإنْ لم تُجيبينا تَبَدّدَ شَمْلُنا،
وإنْ تَجمَعينا بالوِدادِ تَوَاصَلْنَا
فـقالتْ لنا : أهْلاً وسهْلاً ومرْحباً ،
بِـفِـتْيانِ صِدْقٍ ما أرَى بينَهم أفْـنـا
فـقلتُ لها : كيلاً حِساباً مُـقَوَّماً ،
دَواريـقَ خَمْـرٍ ما نَقَـصْنَ، وما زِدْنا
فجاءَتْ يها كالشّمْسِ يحْكي شُعاعُها
شُعاعَ الثّرَيّ في زُجاجٍ لها حُسْنـا
فـقلتُ لها : ماالاسمُ ، والسعرُ ، بيّني
لَنا سِعرَها كَيما نَزُورَكِ ما عِشنَا
فـقالتْ لنا : حَنّونُ اسْمي ، وسِعْرُها
ثلاثٌ بِتِـسْعٍ ، هكذا غيرَكمْ بِعْنـا
ولمّـا تَوَلّى اللّيْلُ ، أوكادَ ، أقْبَلَتْ
إليْنا بميـزانٍ لِـتَنْـقُـضَـنا الوَزْنَ
فـقُـلْتُ لها : جئنا ، وفي المالِ قِلّة ٌ ،
فهلْ لكِ في أنْ تَقْبَلي بعضنا رَهْنـا
فـقالتْ لنا : أنْتَ الرّهينَـة ُ في يدي ،
متى لم يَفُوا بالمالِ خلّدتُكَ السّجنَا