رُبّما أغدو معي كلْبي، - أبو نواس

رُبّما أغدو معي كلْبي،
طَالباً للصّيدِ في صحبي

فَسمَوْنا للحزيزِ به،
فدفعْناهُ على أَظْبِ

فاسْتَدَرَّتْه، فدَرّ لها،
يلْطِمُ الرِّفقين بالتُّرْبِ

فادّراها، وهْيَ لاهية ٌ،
في جَميمِ الحاذِ والغَرْبِ

ففَرَى جُمّاعهنّ كما
قُدّ مخلولان من عُصْبِ

غير يَعْفورٍ أهَابَ بهِ،
جابَ دفّيْه عن القلبِ

ضَمَّ لَحييْهِ بمخطمِهِ ،
ضَمّكَ الكسرين بالشّعبِ

وانتهَى للباهياتِ كمَا
كسرَتْ فتْخاءُ من لهبِ

ظلّ بالوَعْساءِ يُنغضُه،
أزَماً منه على الصُّلْبِ

تلك لذّاتي، وكنتُ فتى ً،
لم أقلْ من لذة ٍ حسْبي!