ألا كلّ بصرِيٍّ يرَى أنّما العُلى - أبو نواس

ألا كلّ بصرِيٍّ يرَى أنّما العُلى
مُكَمَّهة ٌ سُحقٌ لهنّ َجرينُ

فإن تغرِسو انخلاً، فإنَّ غِراسنا
ضِرابٌ وطعنٌ في النّحورِ سخينُ

وإنْ أكُ بصرِيّاً، فإنّ مُهاجَري
دِمَشقُ، ولكنّ الحديثَ شجونُ

مُجاوِرُ قَوْمٍ لَيسَ بَيني وبَينَهم
أواصِرُ إلاّ دعوة ٌ وظُنونُ

إذا ما دعا العريفُ باسمي أجبتهُ
إلى دَعْوَة ٍ ممّا عليّ تَهُونُ

لأزْدِ عُمانٍ بالْمُهَلَّبِ نزْوَة ٌ،
إذا افتَخَرَ الأقوامُ ثمّ تلينُ

و بَكرٌ ترى أنَّ النّبُوّة َ أُنزِلتْ
على مَسمَعٍ في الرّحمِ، وهوَ جنينُ

و قالتْ تميمٌ لا نرى أنَّ واحدًا
كأحنَفِنا حتى المماتِ يكونُ

فما لُمتُ قيسًا بعدها في قُتَيْبَة ٍ
و فخرٍ بهِ ، إنَّ الفخارَ فنونُ