مضَى أيلولُ، وارْتفَعَ الحرورُ، - أبو نواس

مضَى أيلولُ، وارْتفَعَ الحرورُ،
وأخْبَتْ نارَها الشّعرى العَبورُ

فقوما، فالقَحا خمراً بماءٍ،
فــإنّ نـتـــاجَ بينـهـا الســـرورُ

نـتَــاجُ لا تــدرّ عـليــه أُمّ
بحَـمْــلٍ لا تُـعــدّ له الشّــهـــــــورُ

إذا الطّـاسـاتُ كَـرّتْـها عليْـنا،
تكوّنَ بيننا فلك يدورُ

تسيرُ نجومُه عجَلاً ورَيْثاً،
مشـرِّقَــة ً ، وتـاراتٍ تـغُــورُ

إذا لمْ يجرِهِنّ القُطْبُ مِتْنَا،
وفي دوراتهِنّ لنَا نُشُورُ

رأيتُ الفضْلَ يأتي كلّ فضْلٍ،
فـقـلّ لـهُ المـُـشـاكـلُ والنّـظيـرُ

و ما اسْـتَغْـلى أبو العيّـاس مَـدْحـا،
ولـم يكـثُـرْ عـلـيـه لـهُ كـثِـيــرُ

ولم تَكُ نفْسُهُ نفْسَينِ فيهِ
ليـفـْـصِــلَ بيـن رأيَـيْــهِ مُـشِـيـرُ

تقبّلْتُ الرّبيعَ ندًى وبأساً،
وحَــزْمــاً حيـن تـحـزُبني الأمـورُ