يارُبَّ خَرقٍ نازِحٍ حديبِ ، - أبو نواس

يارُبَّ خَرقٍ نازِحٍ حديبِ ،
أخضلَهُ السّحابُ بالصّبيبِ

غزوتُه بمُخْطَفٍ وثوبِ،
مضَمَّرِ الكَشحينِ كاليعسوبِ

مصَدَّرٍ، ملائِمِ العُرْقوبِ،
كأنّما يَفْغَرُ عن قليبِ

أو عن وجارِ ضَبُعٍ أو ذيبِ،
يعلو الإكامَ في عرى الكثيبِ

وتارَة ً ينحَطُّ في الغُيوبِ،
كعوْمِ سفْنِ البحرِ في الجنوبِ

رأى ظباءً ذُعُرَ القلوبِ ،
نائية ً عن نظر المهيبِ

فاعتاقها بالشـدّ ذي اللهيبِ
كأنّهُ في شدّة ِ الهبُبوبِ

تهوي به خافيتا رَقوبِ ،
معتمداً لتيْسها المَهيبِ

فصكّهُ بزوْرهِ الرّحيبِ
صَكّاً هوَى منهُ إلى شَعوبِ

فقضْقضَ العَجْبَ إلى الظُّنْبوبِ،
وانتهسَ الأرْفاغَ بالنّيوبِ

يهوي بهِ صَكّاً على الجُنوبِ
كثائرٍ أمكن من مَطْلوبِ

يالك من ذي حيلة ٍ كَسوبِ