ديارُ نَوارٍ، ما ديارُ نَوارِ، - أبو نواس
ديارُ نَوارٍ، ما ديارُ نَوارِ،
كـسَـــوْنَـكَ شَـجْـواً هـنّ منـه عَـوَارِ
يقولون في الشيبِ الوقارُ لأهْلِهِ،
وشـيـبي بحـمـد اللـهِ غيـرُ وَقَـارِ
إذا كنتُ لا أنفكّ عن طاعة ِ الهوَى ،
فـإنّ الهـوَى يـرْمي الفتى بيَــوَارِ
فهـا إنّ قلـبي لا محـالة َ مـائــلٌ
إلى رَشـإ يسْــعَى بـكـأسِ عُـقـــــــــــارِ
شمـولٍ ، إذا شُـجَـتْ تقـول عـقيقـَــة ٌ ،
تنـافَـسَ فيـها السّـوْمُ بيـن تِـجَـارِ
كـأنّ بقـايـا مـا عَـفَـا من حَـبـابِـهـا ،
تفاريقُ شيبٍ في سواد عذارِ
ترَدّتْ به ثمّ انْفرَتْ عن أديمه،
تفــرّيَ ليــلٍ عـن بيــاضِ نهـــارِ
نعـاطيكـهـا كفٌّ كـأنّ بَـنَــانَـهـــا ،
إذا اعـْـتَـرَضَـتْـهـا، العين صفّ مـدارِ
حلفْتُ يميناً بَرّة ً لا يَشُوبُهَا
فجَارٌ، وما دهري يمين فجارِ
لقد قوّمَ العبّاسُ للنّاسِ حجّهُمْ،
وساسَ برهْبَانيّة ٍ ووقَارِ
وعَـرَّفَـهُـمْ أعْـلامَـهُـمْ ، وأراهــمُ
منــارَ الهــدى مـوصُــولــة ً بـمَـنــارِ
وأطْـعَـمَ حـتى مـا بمـكّـة َ آكـِـــلٌ
وأعْـطـي عـطــايَـا لم تكـنْ بـضِـمـارِ
وحُملانُ أبنَاءِ السبيلِ تراهمُ
قَـطـاراً ، إذا راحـوا أمـامَ قِـطـــارِ
أبتْ لكَ يا عبّاسُ نفسٌ سخيّة ٌ
بزبرج دنيانا، وعتق نجارِ
وأنّـك للمـنـصـور، منصـورِ هاشمٍ
ومـا بعـده من غـاية ٍ لفـخــارِ
فجَـدّاكَ هذا خيـرُ قـحطـان واحـداً ،
وهـذا إذا مـا عُـدّ خـيـر نـــزارِ
إليكَ غدتْ بي حاجة ٌ لم أبحْ بها،
أخاف عليها شامتاً فأداري
فأرْخِ عليها سِتْرَ معْروفِكَ الذي
سترْتَ به قِدْماً عليّ عُواري