يا نَفسُ كيْفَ لطُفْتِ - أبو نواس

يا نَفسُ كيْفَ لطُفْتِ
للصّبرِ حتى صَبرْتِ؟!

ألسْتِ صاحِبَتي يوْ
مَ وَدّعُوني ألسْتِ؟!

يا نفْسُ ليتَكِ منّي
يوْمَ الفِراقِ سَقطْتِ

وَيْلَ الفُؤادِ الْمُعَنّى
من الفِراقِ الْمُشِتّ

أسْتوْدعُ الله ريماً،
فارَقْتُهُ منذُ سِتِّ

وذاتِ نصحٍ أتتْني
تُفجّرُ الماءَ تحْتي

تقولُ: ويحكَ دَعْهَا،
لِسَاعَة ٍ ولِوَقْتِ

تَجْني بِذلِكَ وُدّي،
فما جَنَتْ غيْرَ مَقْتِ

فقلتُ نفسي وأهلي
لَها الفداءُ، وأنْتِ

يا عَيْنُ ما لَكِ لَمّا
ورّطْتِ قلبي سكنْتِ

و مااستعنْتُكِ إلاَّ
أبْرَقْتِ لي وَرَعَدْتِ

فكنتِ مثْلَ اليهوديِّ
فِعْلَهُ ما خَرَمْتِ

احْتَجْتُ يوْماً إليهِ،
فقال: ذا يوْمُ سَبْتِ!