مثوبة الفاقد عن فقده - أسامة بن منقذ

مثوبة الفاقد عن فقده
بِصَبْره أَنْفَعُ من وَجْده

يبكيه من حزن عليه فهل
يطمع في التخليد من بعده

ما حيلة النّاسِ؟! وهلْ من يدٍ
لهمْ بدفعِ الموتِ أو صَدِّهِ

وروده لا بد منه فلم
تنكر ما لا بد من ورده

سِهامُه لم يَستطِعْ ردَّهَا
داود بالمحكم من سرده

ولا سليمان ابنه ردها
بمُلْكِه والحشدِ من جُنْده

عدل تساوى الخلق فيه فما
يُمَيّزُ المالكُ عن عبدِهِ

كلٌّ لهُ حَدٌّ، إذا ما انتهَى
إليه وافاه على حده

تجمعنا الأرض فكل امرئ
في لحده كالطفل في مهده

أما ترى ورادنا عرسوا
بمنزل دان على بعده

تبوءوا الأرض ولم يخبروا
عن حر مثواهم ولا برده

لِحَادِثٍ أسكتَهم أمسكُوا
عن ابتداء القول أو رده

لو نطقوا قالوا: التقى خير ما
تزوَّدَ المرءُ إلى لَحْدِهِ

فارجِعْ إلى الله وثقْ بالذِي
وافاك في الصادق من وعده

للصّابرينَ الأجرُ، والأمنُ مِنْ
عَذابِهِ، والفوزُ في خُلْدِه