مدارات عسى - حامد أبوطلعة

هي هكذا ، فأزاح طاولة المسا
إذ ليس في أطباقها غير الأسى

وبدا وقد خلع السكوتَ وخاط من
قاموسه ثوبَ الفصاحة فاكتسى

ومحا طلاسم عشقه، وأتى على
كيد الظروف ، ألان منها ما قسا

وأتى على الذكرى فأطفأ نارها
ثم استدار إلى هواه فأخرسا

ترك السفينة في خضّم الموج ، لم
يأبه لما تلقاه ذياك المسا

ومضى بخافقه الصغير ، مجدفاً
نحو الشواطئ واثقاً حتى رسا

نبذ الهوى ، كي يصلح العمر الذي
عبثتْ به أيدي الغرام ويغرسا

أجرى جداوله ، أعاد نسيمه
نفض الظلامَ عن المكان فأشمسا

فإذا زهور الفأل يورق غصنها
فأحال أشواك التعاسة نرجسا

وإذا ثياب الحزن تصبح حُلَّةً
وإذا غراب الشؤم يصبح نورسا

ما فاته إلا سنين محبةٍ
ذهبتْ هباءً في مدارات ( عسى )