قواف ٍ في ركب السراة - حبيب بن معلا المطيري

ردّ الصروف بعزمك المتفرد
ورد الخطوب على الدوي الأوهد

عانقت أجواز الفضاء محلقا
بين الغيوم البيض كالفجر الندي

خفقت عليك ذبالة العزالذي
أعيا السراة بمهمهٍ مُتأوّد

أسرجت صاهلة الدروب فتية
معسوفة من فدفد في فدفد

أركضتها في المكرمات ولم تزل
ترد النجوم بعزمك المتجدد

ورسمت في آماقها أحلامها
علويةً تسري بتوق مصعد

فكأنها والعزم يلهب سبحها
تصلى اللهيب بجمرك المتوقد

رمت العزائم في يديك زمامها
لتقودها كالجحفل المتعدد

وسفعت ناصية الصعاب بوثبة
ستشق غائبة الغيوب إلى الغدِ

ونثرتَ في الخطرات أعذب سيرة
طابت مصادرها لطيب الموردِ

...

يا مسلما.. والعزعزك والمدى
يبقى مداك إلى السديم الأوحدِ

أنت الأمان لعالم متوحش
رمق الدروب هنا بطرف أرمدِ

يشكو من التيه الرهيب وسكرة
محمومة نحو المصير الأسود

غلت المراجل من صُبابة روعها
ودموعها من مشهد في مشهد

فالعالم الآن اكفهرّ ظلامه
جهلا ونيران السُرى لم توقد

فانهد لغائلة القرون وكن لها
وادع السراة إلى رحاب المسجد

علّم جموع الناس كيف تفرّ من
ذل الحياة لعز دين محمد

علمهمُ معنى الحياة وطيبَها
في ظل سجدة صبحها المتورّد

مستوحشون فكن هناك أمانهم
ومعذبون على الشفير الأنكد

يامسلما يبني الحياة سوية
شق السواد بصبحك المتروّدِ

انثر سنا الإبداع جوهر كنزه
ليبين عن درب جلي العسجد

جئنا هنا والحب يسبق سيرنا
ويد البناء المستحيل على يدِ

اليوم في الحفل الكبير يعيدنا
جهد الأحبة للفخار الأمجد

الناجحون المبدعون نجومنا
تهدي السراة وضوؤها لم يخمد

هم فخرنا .. والناس تنشد فخرها
بالأدعياء شُداة فن أوغد

ياحفلنا المشهود دربك ممرعٌ
من سيد تُرعى إلى يد سيد

احمل سنا الإسلام وانشر هديه
وبعذب آيات الكتاب فغرد