رنة الخلخال - حسين احمد النجمي

ها أنت أشعلت الحنين بخافقي
وسفحت من دمع العيون الغالي

وأعدتني للأمس والعمر الذي
ذابت على أهدابه آمـــالي

ما زلت اذكر ليلة قمريـــة
شهدت بكاء الناي في الموال ِ

وتعطرت في فلها تلك الربا
بل أطربتها رنة الخلخــال ِ

أرنو فيمنحني الشذى أنفاسه
فأحار بين حقيقتي وخيـالي

سافرت فيها بين أمواج السنا
ومشاعري تنساب كالشـلال ِ

وبزورق العطر الذي تمضي به
تهويمة الأشجان للأطـــلال ِ

أبحرت أستاف العبير مــرددا
لحني وأشرعة الرؤى تطوي لي

حتى بلغت جزائر الشعر التي
سطرت في شطآنها أقوالـي

لملت من الق الحروف توهجي
ووجدت في نبض القلوب مجالي

يا روضة قد كنت في أحضانها
انساب بين خميلة وظـــلال ِ

تهمي الورود على مشارف فرحتي
وعلى ضفاف الجدول السلسال ِ

كم قد قضيت نهار عمري ساهما
وسهرت وحدي في الظلام ليالي

وكم امتطيت خيال فكري عازفا
ترنيمة الأشواق في الآصـال ِ

يا من أثرت اللحن في قيثارتي
وتركتني في اصعب الأحوال ِ

أنا ما نسيت الذكريات فلم تزل
غم السنين الخاليات ببالـي