ما طَلتَ باللهو والأيامُ تنتجَزُ - ابن الرومي

ما طَلتَ باللهو والأيامُ تنتجَزُ
فنلْ من اللهو حظاً قبلَ تُحتجَزُ

لا تتركنْ بين طَوري لذة ٍ خَللاً
إن الشبابَ وأيامَ الصبا نُهَز

وقل مجيباًصهٍللقائلاتمهٍ
ولْيَلْقك العذلُ صلباً حين تْغتَمز

هانتْ على عاذلاتي حسرة ٌ صَعَداً
كأنما بفؤادي عندها عَلَز

إذا نضوتُ شبابي واعتديتُ غداً
والعمرُ لي نَشَب والشيبُ لي نَبَزُ

يا عاذليَّ احْبُوا غيري بنصحكما
يُصخْ لما تَلْغوان الممسكُ اللَّحز

ما بعد بيضاءَ أو صهباءَ صافية ٍ
فَرْعٌ يُرَبُّ ولا صفراء تكتنز

لَيأخذنَّ بسَمْعي دونَ لغوِكما
حسنُ المَزاهِر والأهزاجُ والهَزَز

أُنبئتُ أنك يا يعقوب مبترِكٌ
تُقصِّد الشعرَ في سبيّ وترتجز

نظَارِأُمطِرْك وَدْقاً لا يُراشُ به
عاري الغصونولا تحيا به الجُرُز

قصائدٌ مُقْصِدات من أصيب بها
وإن رجَزَتْ أتاك الرِّجْز لا الرَّجَز

من كل هَتْرٍ إذا غنى الرواة ُ بها
أصحى لها شعراء الناس قد ضَمَزوا

يباشر الجلد دونَ العِرض مِيسمُها
وَتَلزم المرءَ ما لا تلزم النبزُ

تأتيك آبدة ٌ منها فآبدة ٌ
تتابع الموج خلف الموج تحتفِزُ

وعندي الطِّوَل المُرْخَى أَعنتها
من القصائِد والسيارة الوُجز

تالله ما بلساني حين أشتمكم
عِيٌّ ولا بي عن سوآتكم عَوز

إني ليَمكنني قولٌ يحقِّقهُ
نساؤُك الفتيات الخُوَّر العُجز

تاللهِ لولا نساءٌ أنت قَيِّمها
عَفَّ الزناة وطابتْ منهم الحُجَز

فَتْقاء يذهبُ فيها الفيل منزلقاً
يكاد يسبق منه صدرَه العَجزُ

لم تذكر الأيرَ إلا مَتَّ كعثَبها
واعتادها شَرَقٌ بالريقِ أو جأَز