دعْ صاعداً يقتني الدنيا وزِبرِجها - ابن الرومي

دعْ صاعداً يقتني الدنيا وزِبرِجها
في العلم باللهِ مما ناله عِوضُ

ما بالُ من جَوْهَرُ الأشياء قُنْيتُه
يأسى ويحسدُ قوماً حظُّهم عَرَضُ

إنّي لأعجبُ من قوم يشُفُّهم
حُبُّ الزخارفِ لا يَدْرُونَ ما العرضُ

ألا عُقُولَ ألا أحلامَ تَزْجُرهُمْ
بلى عُقولٌ وأحلامٌ بها مرضُ

سعيُ السُّعاة ِ لفضلِ المال بعد غِنًى
حِرمٌ كما طلبُ الأقواتِ مُفترض

أليس جُرماً تناسي المرءِ خَالقِهُ
إذا أليحتْ له الأذهابُ والفضَضُ

لا سيّما والذي يكفيه حاضِرُه
لعارفِ اللهِ من هاتيك مُمْتعضُ

لوآمنتْ أنفسٌ باللهِ ما شُغِلْت
عنه بما ليس في فقِدانِه مَضَضُ

كلاّ ولا اضطجعتْ إلا ومَضْجعُها
كأنه حائلٌ من دُونه القَضَض