زحام - زياد آل الشيخ

قلبي يتعلق بالأحلام ويعشق وجه البحرْ
يتفطر مثل تويج الزهرْ
يمشي فوق البحر ِ
ويسقط في ماء النهر ِ
ويعشب مثل الصحراء إذا عاجلها غيمٌ مشتاقْ
قلبي يتساقط منه التفاح على سطح المكتبْ
يتدحرج فوق الأوراق ْ
ويذوب على ضوء المصباحْ
تتشربه الصفحة كالإسفنج ْ
وسكاكين تدعى أقلاماً تملأ وجه الصفحة بالشاماتْ
شامات الشعر على الأطباقْ
وعلى شفة الإبريق المنضود لحفلة شاي بعد العصرْ
تحت السجاد الإيراني هنا بعض الأبياتْ
كشظايا الفنجان الصيني المكسورْ
قلبي يتمطق ُ من طعم الحبِّ الحلو الحامضْ
يتعرقُ في هذا الحمام التركي ويأخذ شكل الأيامْ
مظلوم هذا القلب ومجنون كالأطفالْ
محمولٌ كالزورقْ
يتهادى بين البيرق و البيرقْ
يتخطى كل الحراس ولا يغرق ْ
قلبي يتفتق هل تسمع أصوات الأبوابْ
هل تسمع أصوات السيارات ْ
الناس يمرون على قلبي كمحطة بنزين
ويمرون َ كأسراب النورس ِ أسراباً أسرابْ
منهم من ينسى في قلبي قلباً
من ينسى في قلبي قمراً ،
قنينة طيب ٍ من باريس ، وينسى باريس ، يطوف بقلبي أياماً أعوامْ
ينسى أني من قلبٍ
فيمر على درجي ودفاتر أحزاني من دون كلامْ
ويقلب أوراقي فيثير الحبر ، يثير الأقلامْ
قلبي يا صاحْ
مفتوح لجميع الزوارْ
حتى السياحْ
في الليل أنفض قلبي وأكنِّس آثار الأقدامْ
وأرتب كرسياً للقادم في الصبح ِ
القادم من جزر الأحلامْ