حثالة الشعر - سعود الصاعدي

ضاق ذرعاً بسلطة الأسماء
فاستطالت ثقافةُ الأدعياء!

غاض بحر الخليل فاهتزّ ذعرا
كيف تروي حثالةٌ في إنائي؟!

ليس إلاّ مُخادعٌ ودعيٌّ
كلُّهم يبحرون في شبر ماءِ!!

وعييٌّ يعالج اللفظ عاماً
والمعاني سقيمةٌ في العراءِ!

يحرث الأرض في سنينٍ ويسقي
أرضه من لقائط الشعراء!

مكّنته من البيان عجوزٌ
قد حواها فصار في الأثرياء!

فتثنّى كأنّه غصنُ بانٍ
وتدلَّى كنجمةٍ في السماء!

صوته يسبق الرياح ويمشي
في المعاني كمشية السلحفاء!

يتغنّى بشعره كلُّ فدمٍ
يتهجّى قراءة الأسماء!

ودخيلٍ تهزّه كلُّ ثكلى
لم تذق من مراضع البلغاء!

في زمانٍ تفاصح العِيُّ فيه
وتحدّى منابر الخطباء!

واذا تقدّم العييُّ خطيباً
صار نبلاً تقهقري للوراء!

إنّما الشعر خفقةٌ من فؤادٍ
حرّكته دوافع الأحشاء

ولسانٌ اذا تحدَّث أصغت
كلُّ أذنٍ، ونظرةٌ في الفضاء

إنّما الشعر نفخةٌ في أديمٍ
كان ميْتاً فصار في الأحياء

****
*****

أيّها الشعر لا تلمني فإنّي
أتسلّى بوحدتي وانزوائي!

وأراني ملكت نفسي لأنّي
لا أراها تسير في الأضواء

فهي تحكي فراشة الحقل تهوى
لجّة الضوء ،والردى في الضياء!

أيّها الشعر لاتلمني فإنّي
طعنتني خناجر السفهاء!

ورمتني بوابلٍ من غثاءٍ
فاعتنقني بزلّتي وغثائي

أو فدعني ألملم الجرح حيناً
كي تغذّى قريحتي من دمائي

فإذا النور حاكه الفجر دوّت
صرختي بالقصيدة العصماء