إن جاءك اللّيل - سعود الصاعدي

إن جاءك اللّيل ،واستوحشت ظلمته
فقل لها: جاء بي من ها هنا القمرُ

وإن سئمت حديث النّاس وانطفأت
كلُّ الزوايا ، فقل ماقاله عمرُ

واقبس به جذوة الإيمان في زمنٍ
ضاقت به زمرٌ ، واستبشرت زمرُ

فأمّتي غاب حاديها وقد شربت
كأس المذلّة ، والأعداء تأتمر

جاؤوا يؤمّون أرض الخير تسبقهم
جحافلٌ أُمرت ، يابئس من أَمروا

وأمّتي بئس ما تخفيه من عٌدَدٍ
لمّا استنامت وطاب الفيءُ والثمرُ

وهي التي في زمانٍ مرّ: قسْورَةٌ
إن صاح منها زئيرٌ: فرّت الحُمُرُ!

أستغفر اللّه كم أقسو! ففتيتنا
البيت ،في عامهم، حجّوه واعتمروا

والّليل ضاق من الألحان ..مزدحماً
فصار للّه حتّى : الرقص والسََّمَرُ !!

ما الغربُ إلاّ أحاديثٌ وأخيلةٌ
فقد عمرْنا من الأجواءِ ماعمروا !

إن قيل : هم رصدوا الأقمار معجزةً
فنحن جاء إلى أبوابنا " الأَمَرُ"!

وإن أرادوا بنا شرّاً ومسغبةً
وطاف طائفهم باللّيل ، واختمروا!

فأمّتي جمعت "أوراق" غَضْبتها
وكلّما اهتزّ جذعٌ طاح مؤتمرُ!!