اعترافات شاهد الموت - صالح بن سعيد الزهراني

جُرحٌ تسافر فيه حُنجرتي
وتصبُّ منه قنابلاً رئتي

تسعون قرناً لا ذكرتُ شجىً
أطبقت فوق متاعبي شفتي

تسعونَ لا جُرحي استطال فماً
حراً ولا ألجمت حمحمتي

أسرجت قلبي للهوى وفمي
وزوارقي الحرَّى وأشرعتي

ورحلتُ والآفاق مظلمةٌ
قلبي على الأمواج بوصلتي

وكتبت تاريخي بما جهلوا
من نَزْف شُرياني وأوردتي

فيرى صغيري أحرفي تعبت
فيقول : ما للحرف يا أبتي

فأقول : يا ولدي لهم لغة ٌ
في العشق .. لا يدرون ما لُغتي

تسعونَ يا ولدي أموت هوى
وأنُصُّ للأحداث جمجمتي

سينثُّ يا عيني صُبحُ هُدى
وتلوح من عُمق الدُجى سِمَتي

وسيذكرون مواقفي ودمي
وقصائدي الولْهى وقافيتي

ويرى الذين حملت جرْحهم
أنَّ الرِّياح تهبُّ من جهتي