مرثية للفارس المستقيل - صالح بن سعيد الزهراني

كنتَ تغلي تطلعاً وطُموحا
وجنوناً فكيف تبدو صحيحا

من شِفار السّيوف أينعتَ حتفاً
من قلاع الجنون أقبلتَ ريحا

وحملناك في القلوب نشيداً
عربيَّا عذب المعاني فصيحا

ونسجنا في مقلتيك القوافي
فاستحال الرِّثاء منها مديحا

فارساً ملهماً يذود المنايا
قَلِقاً مسرَج الفُؤاد جموحا

نصفُ قرنٍ وأنت لحنٌ جميلٌ
ما طوى في السياق لفظاً قبيحا

نصف قرنٍ ونحن نبني قلاعاً
من تصابيك أو نقيم صروحا

ما استرحنا لأن عينيك تأبى
يا سفير الخطوب أن تستريحا

ما استرحنا والكَدْحُ يبدو جميلا
حين يأبى الغرامُ ألا يُريحا

واستدارت عقاربُ الوقت غرباً
فبدا قصرُنا العظيم ضريحا

والدِّماءُ التي أرقنا تجلَّت
بين عينيك نُصرةً وفتوحا

نصفُ قرنٍ طحنتنا ما تعبنا
ما شكونا لمن نُحبُّ الجروحا