بهو الفيروز - صالح بن سعيد الزهراني
أنتَ القصيدة ، فيك رعشتها
فيك الضنى ، والزهو ، والترف
فيك الرحيل المُرُّ قافية
رفافة ، من طبعها الهَيَف
فيك احتدام اللحن في فمها
لما يهز قوامها الدَّنف
الموجُ فيضٌ من تألقها
والشوق من آياته الصلفُ
يُلقي إليها الصبُّ آهته
فتجود بالنجوى ، فيرتشف
والمُدلجون لها رواحلهم
تعدو ويُطوى دونها الهدف
يتسابقون إلى الهوى زُمراً
ونفائس المحصول تختلف
فيها من المخبوء لؤلؤة
عذرية ، وكثيرها صدف
الشعرُ أنت كلاكما لغة
من رائع الإحساس تغترف
تعب الهوى في سر شفرتها
والبِكر يحمي عرضها الشرف
غنَّى لها الغواص ، جاذبها
حبل الدلال ، فكاد يُختطف
ألقى شباك الصيد ، أرهقها
فأتت وملء خيوطها أسف
الشعر أنت عليكما ظُلل
كُشف الخبيء وليس تنكشف
بهو من الفيروز نقطعه
حبَّاً ولكن ما له طرف
" السندباد " يعود راوية
يروي الهوى ويظل يعترف
يصِف الرؤى ،ويقولها بأسى
" إن الحقيقة فوق ما أصف"
وتظل في الأعماق أسئلة
فيها جواب الناس مختلف
ويظل هذا اللغز يأسرنا
ولذا لنا في صدركم كَنَف
وقف الألى فوق الطلول هوى
واليوم نحن لشوقنا نقف