نفثة عاشق - صالح سعيد الهنيدي
لَو تَعلَمِينَ بما حَوَاهُ فُؤادِي
                                                                            مِن خَفقَةٍ مَكلُومَةٍ وَسَوادِ
                                                                    لَو تَعلَمِينَ بِذِلَّةٍ مَوبُوءَةٍ
                                                                            رَسَمتْ بقَلبي صُورَةَ اسْتِعبَادِ
                                                                    أَنَا زَفرَةُ الهمِّ الكَبيرِ تبثُّهَا
                                                                            تَنهيدَةُ الأَجدَادِ للأَحفَادِ
                                                                    أَنا يَا مُناةَ القَلبِ نَفثَةُ عَاشِقٍ
                                                                            تَاهَتْ وَلمْ يَروِ الغَليلَ الصَّادِي
                                                                    مَا زَالَ يَجلِدُني الحَنينُ بِسَوطِه
                                                                            وَكَأنَّني في قَبضَةِ الجَلادِ
                                                                    مَاتَتْ عَلَى سَفحِ الهُمُومِ رَغَائبي
                                                                            وَانسَلَّ بَينَ شِعابهنَّ وُدَادِي
                                                                    آهَاتُ قَلبي لَو جَمعتُ نُثَارَها
                                                                            لَتَشكَّلتْ في صُورَةِ اسْتِنجَادِ
                                                                    أَسلُو فَتَفترِسُ الهُمُومُ سَعَادتي
                                                                            وَتُثيرُ أنَّاتي بِغيرِ مُرَادِي
                                                                    أَرغَمتُ أَنفَ عَوَاطِفِي فَإِذا بهَا
                                                                            تَبتزُّني بمِلامِحِ الأَحقَادِ
                                                                    اللَّيلُ يَفرِشُ كَفَّه لأرشَّها
                                                                            بِدُموعِ جَفنٍ يَرتَوي بِسُهَادِ
                                                                    مَازِلتُ أَلتَحِفُ الجِراحَ تَلفُّني
                                                                            وَتدُبُّ بينَ جَوَانحي بِسَوادِ
                                                                    لَو تَعلمِين بمَا يمزِّق خَافِقِي
                                                                            وَيَهُزُّني بِشَمَاتة الأَوغَادِ
                                                                    لَمَددتِ كَفَّكِ بِالضِّياءِ يَحثُّني
                                                                            وَيقُودُني في رِحْلَةِ الأَمجادِ