أريج البوح - صالح سعيد الهنيدي

يا من سكنتِ الروح من كلماتي
ومكثتِ بين جوانح الأبياتِ

وأتيتِ من عمق الطفولة غضَّةً
حسناءَ تجتاز الزمان الآتي

تتقادمينَ إلى أتونِ بدايتي
وتُسابقينَ تسارعَ السنواتِ

أضحى تُرابُك في شراييني دمًا
وغدا هواؤك راويًا نسَماتي

بيضان يختلج الكلام بخافقي
وتثور نار الحبِّ في كلماتي

العاشقون تأوَّهوا وتألموا
وأنا حفيفُ الأنس في آهاتي

مازلتِ قنديلا يلوِّح ضوؤه
ويثير دعوى النور في ظلماتي

لما رحلتُ تكدَّر الإحساس في
قلبي وسار اليأس في خطواتي

وانشقَّ باب الحزن وابتدأ النوى
يسقي رياضَ الروح بالحسراتِ

أنا إن رحلتُ فما ابتعدتُ لأنها
رحلتْ معي واستوطنتْ في ذاتي

وأتيتُ يا بيضان يجمعنى الهوى
ويبعثر الأحزان في صرخاتي

قد جئت أحمل في فؤادي أحرفي
وأصوغ وجهَ الشعر من أدواتي

أمضي وأحمل في سفينة غربتي
شوقًا يفجِّر أعذب الكلماتِ

الحبُّ جزء من ملامح رحلتي
والشوق رسمٌ في مدى قسماتي

جاء الفؤاد إليكِ يحتضن الهوى
ويجيد رسم الشوق بالكلماتِ

أصفى من البلُّورِ أعذبُ منطقًا
من سلَّم الإيقاع والنغماتِ

أنا عاشقٌ أوماترين ملامحي
ممزوجةً بالبِشْرِ والبسَماتِ

أنا عاشقٌ والحبُّ بعض حكايةٍ
مسطورةٍ في أعبقِ الصفحاتِ

ملأ الطُّموحُ مَشاعِري وكأنني
أمتاح من نبع السموِّ الذاتي

بيضان يحتار القصيد ولا يفي
إلا بجزء من صدى الخلجاتِ

هذي المشاعر في رُباك تألَّقتْ
وسما أريج البوح في نبضاتي

فتقبَّلي بالحبِّ لهفةَ شاعرٍ
مازال يركض في ربى الكلماتِ