لغة الشعور - صالح سعيد الهنيدي

جالتْ مشاعر روحي النشوى ‍
وسطَتْ على أفكارها سطوا

وبدأت أبحث في شراييني ‍
لغة الشعور وفائض الشكوى

تنثال في الإحساس مغدقةً ‍
وتثور في أرجائه القصوى

منذ ارتماء الحرف في لغتي ‍
وأنا أصارع لثغة الفحوى

ويرقُّ في أنفاسي الحرَّى ‍
معنى العذوبة دونما جدوى

تتسابق الكلمات في شغف ‍
وأنا أسارع نحوها الخطوا

ما عدت أحسن من سلاستها ‍
إلا نشيدًا جاءني سهوا

أتعبتُ في خطوي إلى أملي ‍
جسدًا برغم جراحه أقوى

ما زال دربي وابلاً وله ‍
أسعى وصحرائي به تُروى

غنيت للآمال فابتسمتْ ‍
وتمايلتْ روحي لها شدوا

ناجيت أسرار الوجود وكم ‍
في كنهها أستعذب النجوى

ورحلتُ في أعماقها سفرًا ‍
نحو الخلود ولم أصلْ شأوا

فُتحت مغاليقُ الحياة ولي ‍
في فهمها -عن عالمي- سلوى

سحبٌ من الأفكار تمطرني ‍
غيثَ النقاء فأزدهي صفوا

الليلُ يكبر في مخيلتي ‍
والفجر يغسل ثوبه الأحوى

أبحرت في دوامة ظلتْ ‍
تقتات من عقلي ولا مأوى

وبقيت في أمواجها زمنًا ‍
أمسى شعور التيه لي صِنوا

وظللت أبحث في مدى أفقي ‍
عمَّن يحيل كآبتي زهوا

فوجدت نور الحق يبهرني ‍
ويشدُّني بشعاعه الأقوى

في واحة الإيمان متكئي ‍
مائي الهدى وغذائي التقوى