يفدي حذاءَك باعةُ الأبقارِ - عائض القرني

يـا باعـةَ الأجبـانِ والأبقـارِ
كفوا أذاكم يـا رمـوز العـارِ

شاهت وجوهكمو وخيّب سعيكم
تباً لكم مـن عصبـة أشـرارِ

طاشت عقولكمو أمثـل محمـد
تلد النساء بسائـر الأمصـارِ؟

لو صُوّر الشرف الرفيع بهيكلٍ
لوجدته فـي هيكـل المختـارِ

والعدل لو تلقاه شخصاً ناطقـاً
لرأيتـه فـي سيِّـد الأبــرارِ

يتطهّر الطُهرُ البريء بطهـرهِ
والمجدُ يلبسُ منه تـاج فخـارِ

نفديك بالأرواحِ يا عَلَمَ الهـدى
نفديك بالأعـراضِ والأعمـارِ

نفديك بالأبناءِ في زمن الصبـا
نفديك مـن دكّـا إلـى دكّـارِ

والذُّلُ والعـارُ الشنيـع لساقـطٍ
نـذلٍ حقيـرٍ خائـنٍ غــدّارِ

من دون عرضكَ يا حبيب قلوبنا
ضرْبُ الجماجمِ من بني المليارِ

المجدُ يبدأُ مـن محمـدٍ شامخـاً
وبوجهـهِ يـزدانُ كـل نهـارِ

والحقُ يبدأُ مـن محمـدٍ مثلمـا
فاض الضياء بروحه في الغارِ

والعدلُ يبدأُ مـن محمـدٍ معلنـاً
للناس حـق مكانـة الأحـرارِ

هو سيد العظماء ما مـن سيـدٍ
إلا لـه يعنـو بكـل وقــارِ

هو فجرُنا هو نورُنا هو فخرُنـا
هو ذخرُنا في البدوِ والحضَّـارِ

ودماؤنا تجري بنبـض حديثـهِ
كالسلسل الجاري مـن التيـارِ

خفقاتُ أرواح الشعـوب بحبِّـه
ودموعهـم كالهاطـل المـدرارِ

فعليه صلى الله ما سَطَعَ الضيـا
وترنَّمـتْ ورقـاءُ بالأشعـارِ

وعليه صلى الله ما التفَّ الدجى
وتردّدت ذكراهُ فـي الأقطـارِ

بأبي وأمي أنت أكـرمُ مرسـلٍ
يفدي حـذاءك باعـةُ الأبقـارِ