ليس هذا عيدي - عبدالرحمن العشماوي

قابَلتني في فرحةٍ بالتحية
ولها بسمة على الثغر حيه

خطوها راقص تقول سـروراَ
هاهو العيد جئت أبغي الهديه

فتمطت في القلب آهة جرح
وتساءلت والدموع سخيَّه

أي عيد رقصت شوقاً إليه ؟
أي عيد ذكرته يا أخيه ؟

أهو عيد للقدس عاد إلينا ؟
بعد أن دمَّرته أيد غبيَّه

عجبت أختي الصغيرة من حا
لي وقالت في دهشة ورديَّه:

إنه عيدنا وعيد رفاقي
عيد حلوى وذكريات غنيَّه

قم معي يا أخي نُؤرجح بعضاً
في أراجيحنا ونلعب( فَيّه)

قلت يا أختُ (مرجحي ) وتغنَّي
لم تزل نفسك الطهور نقيَّه

كنت طفلاَ يا أخت مثلك خِلواَ
من همومي، وليس في القلب كيَّه

كم غدونا إلى البيوت صباحاَ
يوم عيدي نحن الرفاق سويّه

وطلبنا من ربَّة البيت حلوى
وسرقنا إذا استطعنا البقيَّه

كم هنئنا بمثل عيدك هذا
فاصدحي بالرضى وعيشي هنيَّه

هو عيد الأطفال مثلك يا أختي
وعيد الأبطال عيد البريَّه

ليس هذا عيدي ، فإن جراحي
لم تزل يا حبيبة القلب حيَّه

ليس هذا عيدي ولكنَّ عيدي
أن أرى أمتي تعود أبيَّه