مأزر الإيمان - عبدالرحمن العشماوي

هل أنت في حلم يمر سريعا
لما دعاك إليه جئت مطيعا

هذي أمامك طيبة ورحابها
قد بوركت في العالمين ربوعا

هذي المدينة قد تألق فوقها
تاج يرصع بالهدى ترصيعا

هذي سقيفتها تلوح أمامنا
فنرى بها شمل الرجال جميعا

هي مأرز الإيمان في الزمن الذي
يشكو بناء المكرمات صدوعا

هذا قباء ، أما رأيت البدر في
ساحاته لما استتم طلوعا

أوما تشاهد روضة من جنة
مخضرة أوما تحس خشوعا

أوما ترى جذع اليقين قد ازدهى
وامتد عبر الكائنات فروعا

أوما تشم المسك في أرجائها
أوما تشاهد خندقا وبقيعا

مالي أراك وقفت وحدك جامدا
ما بال عينك لا تفيض دموعا

هذا هو الوادي المبارك لم يزل
في الحب في زمن الجفاف ربيعا

هذا هو الجبل الأشم كأنه
يصغي ليسمع شعرك المطبوعا

أحد يحب رسولنا ونحبه
ما زال رمزا للوفاء بديعا

ما أنت في حلم فهذي طيبة
قد أوقدت للتائهين شموعا