دمعُ ... ودَم - عبدالرحمن العشماوي

دمع ودم ..
وصحيفة بيضاء في
شوق إلى شفتي قلم
وقصيدة ..
ما زال يهجرها النغم
وجدار أسئلة يقام :
هذي الصفوف تسير في غير انتظام؟
هذا التناحر والصدام؟
هذا الخصام ؟
هذا التدافع والزحام؟
هذا يسافر لا يعود
هذا تناطحه الحدود
هذا حلال أم حرام ؟
من أين أبدأ يا مدى ؟
ومتى أرى الأزهار ضاحكة الندى ؟؟
دمع ودم ..
والكاتبون على المناضد يكتبون :
باعت عباءتها العروس القديرة
ذهبت إلى باريس راقصةٌ وأسمعنا مرقصها
شخيره
والعاشق والولهان
تقتله العشيره
دمع ودم ..
والكاتبون على المناضد يكتبون:
لبنان ...
يبقر بطنه رمح وتركله قدم
والقدس ...
يرسل لحن حسرته الحزين
والقدس يحرقه الحنين
ومسارح التهريج عامرة
بزوار "كرام؟"
والليل يركض في حقول ظلامه
ركض "الظليم"
أيام غنى البلبل الصداح
فرحتنا وغرد
كانت ..
ضفائر ليلنا تزهو على ضوء القمر
ما كان يعرفه كدر
الليل لا يسود ...
إلا بالهموم
والمرء لا يبقى على حالٍ
وهل شيء يدوم؟
دم ودم ..
وعجينة ..
والمعتدون ..
يعربون الغدر في ثوب السديم
وفم الضحايا لا بني
عن ذكر خالقه الكريم
طفل
ينام على السري ولا يراه الفجر إلا في التراب
أصداه الأنين :
أماهُ ..
هذا المعتدي وحشُ
وليس له خلا
فقفي على جبل الصمود
أمام جائحة الفراق
وثقي ...
جمع ودم ..
أواه من قومي
يلوكون الجراح ويسكنون
أواه من قومي
يعون ولا يعون
ما عاد وجه القدس يحمل
غير خارطة الألم
يرمي إلينا نظرة
مزحت مدامعها بدم
أني تلقت
إلى لهب الحروب
شرق وغرب
والجنوب مع الشمال
تدعو الرجال ولا رجال
وتكاد تسال ..
تنتظر المداد
ودروب أمتنا على أرض الخضوع
لها امتداد
والأرض يغزوها الجراد
والراكبون على خيول الوهم
لم يصلوا إلى أرض اتحاد
دمع ودم ..
وأنا أنادي
ربما بلغ النداء :
يا راحلاً ..
والقلب من شوق
يكاد يفر من صدري إليه
ويخضر المكان
يا بسمة الأحلام في ثغر الزمن
لا تتركيني في مهب الريح
ويتسع المضيق
والراكبون على خيول الوهم
لم يصلوا إلى أرض اتحاد
دمع ودم ..
وأنا أنادي
ربما بلغ النداء :
يا راحلاً ..
والقلب من شوق
يكاد يفر من صدري إليه
عيني وعينك تذرفان
فمتى – بربك – تجمدان
ومتى يمت المسك لهفته
ويخضر المكان
يا بسمة الأحلام في ثغر الزمن
لا تتركيني في مهب الريح
ويتسع المضيق
والراكبون على خيول الوهم
لم يصلوا إلى أرض اتحاد
دمع ودم ..
وأنا أنادي
ربما بلغ النداء :
يا راحلاً ..
والقلب من شوق
يكاد يفر من صدري إليه
عيني وعينك تذرفان
فمتى – بربك – تجمدان
ومتى يمت المسك لهفته
ويخضر المكان
يا بسمة الأحلام في ثغر الزمن
لا تتركيني في مهب الريح
يقتلني الوهن
فأن وأنت على الطريق
تهتز شم الراسيات أمام همتنا
ويتسع المضيق
وعلى صدى أنغامنا
تغدو الربي نشوى
وينطفئ الحريق
دمع ودم ..
ثم يا جريح ولا تتم
وأرسم على صفحات هذا الكون
خارطة الندم
نم يا جريح على الجراح
واقرأ حكاية صبرك المحمود
في وجه الصباح
وانشر همومك فوق أعناق الرياح
فلربما طارت بها ..
وصفا فؤادك واستراح
وغدا على أملٍ وراح
ولربما خفق الجناح
* * *