مهـرة الشـمس - عبدالله الفيفي

على شَفَةِ النور أشْعَلْتِ غَيَّا‏
يعيدُ مجاليكِ شَدْوًا وضيَّا ‏

يضمُّكِ رابيةً من أغانٍ
ويجثو على ركبتيكِ مَليّا

يفتّش أوراقَ شِعري لديكِ
لأقرأ فجراً تعرَّى شهيّا

يدير شذاه على باب روحي‏
فإني أراهُ حقولاً وريّا‏

وإني أراهُ بعُمْري يَلُوبُ
يطوّقُ شِعري حروفاً قِسِيّا

‏* * *‏
***

حبيبةَ شعري أبيني، حرامٌ،‏ِ
أبيني، فما كنتُ يوماً نبيّا

لأعلم في أيّ نجمٍ هطلْتِ
وأيّ عيون المَهَا يَتَفَيّا

وما كان عمري سوى مقلتيكِ
وهل كنتِ أنتِ سوى مقلتيّا!‏

وما كنتِ إلا ّ انفلاتَ الحدائ
قِ، روحاً ثَريًّا، ونوراً ندِيّا

وإنسانةً من هُجُوعِ المرايا
تفتّق أُفْقاً وليداً جَنِيّا

يَليقُ بسيّدةٍ من نُضارِ ال
معاني تصوغُ الذكاءَ حُليّا‏

كمُهرة شمسٍ تثيرُ العشايا
وتَعْنو بعمري نهاراً فتيّا

كفاكهةٍ من لُعابِ الخطايا‏
تضمّ فتاةً تضمّ صبيّا

رأيتكِ وَعْداً على شفتيها
يُنَمْنِمُ وجْداً على شفتيّا‏

بياضاً من الغيبِ يغشى مَداهُ
مَدى اللونِ، واللحنِ، منّي ، وفيّا

‏* * *‏
***

فيا أنتِ، يا كلّ قَطْر الدَّوالي
وكلّ المُجلَّى وكلّ المُزيّا

رُهَابُكِ يجتاحُ منّي زماني
يُبعثرُ في لغتي ما تَهَيّا‏

فأرتدّ طفلاً على راحتيكِ
تُعيدين في مُقلتيه الحُميّا‏

تعيدينَ تكوينهُ من جديدٍ
كأنْ ليس من قبْلُ قد كان شيّا

تربّين في رئتيه انتفاض الص‏
باحات، صوتاً حنوناً، جريّا‏

يطلّ على صفحةِ القلبِ عمداً‏
ويمشي على نهرِ موتي ، بريّا‏

فأعدو، حصاناً أصيلاً، وأغدو
إلى فجر أمسي ، إليكِ ، إليّا‏

‏* * *‏
***

فمَن أنتِ، يا شَهْد عشقي وناري ؟‏
لكَمْ كنتُ فيكِ السَّعيدَ الشَّقيَّا!‏‏

ترومين تحطيمَ كلِّ حُدودي
وتبغينَ جَعْلَ المُحَالِ يديَّا

أراكِ .. كأني أراكِ .. ولكنْ
لماذا تُغطِّينَ وجْهاً جَلِيّا ؟‏ ‏

كوجهِ فلسطينَ وجْهُكِ، يخْمشُُ
عيني ، قريباً ، بعيداً، لديّا

رهينَ المحابس، ذئباً تمادَى،‏ُ
وداراً بواحاً ، وأمّاً بغيّا ‏

و"أزلام" عَهْدٍ شكول النوايا،‏ ‏‏
تَهُبّ كلاماً ، وتعدو جِثيّا

سُهيليّة في هواها ، فمن لي،‏ ‏‏
بغير هواها ، ثَرًى أو ثُريّا؟‏

أُشبّهُ بعضي ببعضي، لأنّي
أراكِ ككلّي ، مساءً شَجيّا

‏* * *‏
***

أ تُفّاحةَ الحُلْمِ، وقتي هباءٌ
وأنتِ هنالكِ، وقْتاً بهيّا‏

متى فيكِ يفْنى السؤالُ، ليحيا
جوابُ الأنوثةِ فيّ سَويّا ؟‏ ‏‏

فكلّي انتظارُكِ، أسْنَدْتُ ظَهري
جدارَ الليالي العجوزَ القميّا

وكلّي انتظاري، وينهدّ ظَهْري
وظَهْرُ الجِدارِ يظلّ عَصيّا

أُسَجّل من خَلَدِ الأمنياتِ‏
على خَلَد الأفعوان المُهَيّا

أَخُطُّكِ : ما لم تقله القوافي
وأمحوكِ: ديوانَ شِعْرٍ غبيّا‏

لأنكِ رُغْمَ يقيني وشَكّي
تنامينَ فيَّ : صلاةً.. كَمِيّا

‏‏

أشمّكِ : فاغيةً من سلامٍ
وأشجاكِ: موتاً رهيفاً شذيّا

طُليطِلَةٌ في تفاصيلِ صوتي
تغنّيكِ شوقي ، هَوًى بابليّا

تدورين منّي مدارَ انتمائي‏
جناحاكِ ماءٌ تهمَّى هَنِيّا

فيا مسجدي أنتِ ، أقصاكِ فيّ‏‏‏
وأقصايَ فيكِ، كليماً قَصِيّا ‏‏

تُطلّينَ يوماً على سَطْحِ شِعْري؟‏ٍ
كما كنتِ، وعْداً سخيّاً وفِيّا ؟

***
***‏

أجلْ، حينَ تورقُ فيكَ الخيولُ ‏
حروفاً عِتاقاً وحُراًّ أَبيّا

أجلْ، حينَ تنسَى الجدارَ العَجُوزَ‏
وتمضي إليّ .. إليّ .. إليَّا ‏‏

أجلْ، حينَ تحيا صديقاً ليومي‏ٍ
‏.. صديقاً لحُلْمي .. بأمسي حفِيّا

‏* * *‏
***

‏حبيبةَ شعري، سلامٌ عليكِ‏
‏.. إليكِ أتيتُ.. سلامٌ عليّا

فيا ليتني قبلُ قد كنت ميتاًَ‏
ويا ليتني منكِ لم أبقَ حَيّا

لقد يجمع الله كُلَّ المنايا‏
وكُلَّ الحياةِ لنا في مُحَيّا