مهرجــان القصيــد (1) - عدنان النحوي

" مَهْرَجَـانَ القَصيـد " غـَنِّ قَصِيْدِي
بَيْنَ زُهْرِ المُنَـى وحُـلْـوِ النَّشِـيـدِ

فالمَعَاني انتَـقَـيْـتُها مِـنْ جِـنَـانٍ
والهَـوَى صُغْـتُـه مَـآثِـرَ صيـدِ

والقَـوَافِي كَأَنهــا عَبَــقُ الـرَّوْ
ضِ وَنـفْحُ الـوُرُودِ بَـيْـنَ الـوُرُودِ

هَـاهَـنا نَفْحَةٌ مِـنَ الأَمَـلِ الحُـلْـ
ـو وفَيْـضٌ مـن خَـيره الْممـدُودِ

وَلقَاءٌ يَمُـوْجُ بـالـنُّـورِ يَـجْـلو
مَكـرُمَـات ِ البَيَـانِ دَفْـقَ الجُــودِ

إِيْـهِ " لَكْنُو " فَكَمْ ضَمَمْـتِ نَـديًّـا
مِـنْ شُـيُـوخٍ وَمِـنْ شَبـابٍ نَجيْـدِ

يَـا حَـنـانَ الهَـوَى وصَفْـوَ ودادٍ
غَـرِّدي مِنْ قَصـِيـدِك المَـعْـهُـودِ

زَيِّـني دَارَكِ الـغَـنـيَّـةَ بالـشَّـوْ
ق ، بـِمَجْـدٍ ، بِمَلحَمَـات الجُــدُودِ

كَـمْ دَعَوْتُ القَصِيدَ من دَمْعَة الـذُلِّ
فَـأَلْـوَى إلـى مَـكَـانٍ بَعـيـدِ

كـمْ تَـلَـفَّـتُّ في دُرُوب هَــوَانٍ
وَحَـوَالَيَّ ألـفُ خَـطْـوٍ شـريـدِ

وَبـقَـايَـا قَـواَفِـلٍ مَـزَّقَـتْـهـا
عَـضّـةُ الرِّيـح والتـطامُ النُّـجُـودِ

زَحَمَـتْـهـا عَلَى الـدُّرُوب زَوَايــا
وَرَمَـتْهـا في غَـيْـهَـبٍ وسُـدُودِ

أَفْلَتَـتْ مِنْ يَـدَيَّ زُهْـرُ القوَافـي
وَنَـأى اللحْـنُ في بـطـونِ البـيْـدِ

وَالمَعَانـي تَنَاثَـرَتْ في فَـضَـاءٍ
واخْتَفَـتْ خَلْـفَ أُفْـقِـهِ المسْـدُودِ

كِبْرياءُ القَصِيدِ يَـشْمُـسُ عَـنْ ذُلٍّ
ويَنْـأَى عَـن الهَـوَى والجُحـودِ

عِـزّةٌ فـِيـه ، إِنَّـهُ أدَبُ الإِسْـــ
ـلاَمِ غَرْسُ الإِيمـانِ ، رَيُّ العُهـودِ

يَا إِبَاءَ القَصـِيـدِ يَـرْفَـعُـهُ الصّـدْ
قُ فَـيَـرْقَـى إلى مَـطَافِ خُـلُـودِ

لاَ يَسِـفُّ الهَوَى وَلاَ يَهْبـطُ الحسُّ
وَلاَ يـنـحـني لـعَـضّ قُـيــودِ

شَـرَفُ القَـوْلِ مِـنْ هُـدَى الحقِ
وسِـحْـرُ البَـيَـانِ بالتَـوْحـيـدِ

أَدَبٌ يَــرْتَــوي البَـيَـانُ لَـدَيـه
مِنْ حَـديثٍ ، مِـنَ الكـتاب المَجيـدِ

رَفَّ بـالطَّـيْـبِ عُـودُهُ فَتَمنَّـى
كُـلُّ رَوْضٍ نَــدَاوَةً مِــنْ عُــودِ

يَنْشُـرُ الجَوْهَـرَ الكَرِيْـم عَلَى الدَّهْـ
ـرِ غَـنِـيّـاً باللـؤلـؤ المنضـودِ

فـأتى الـشاعـرُ المـدلُّ علـيـه
صـاغـه مـن أسـاورٍ و عـقـودِ

فَتَمَنَّتْ مُهَـفْـهَـفَـاتُ الـغَـوَاني
حِـلْـيَـةً حَوْلَ مِـعْـصَـمٍ أَوْجِيـدِ

هُـوَ رَفُّ النَّدَى عَلَى الـوَرَق الـيَـا
بِـسِ يَـهْـتَـزُّ في رَبـيـعٍ جَدِيـدِ

هُـوَ خَفْـقُ الأوْتَـارِ بـالنَّغَم الحَـا
نيْ عَلَى بَـهْجَـةٍ وَفَـرْحَـةِ عِـيـدِ

هُوَ زَهْـوُ الصِّـبَـا التَّقـيِّ وَشَـوْقٌ
مَـنْ عَفـافٍ وَزِيْـنَــةٌ في بُـرُودِ

هُـوَ في الكَوْنِ آيَـةٌ حَـوَّم المَجْـ
ـدُ عَلَيْـهَـا رَوائـِعـاً مِـنْ نـشيْدِ

يَا حَنَانَ القَصيدِ ، يَا لمْـسَةَ الإِسْــ
ـلاَم سَلْوَى الحَـزين مَـأْوى الطَّريدِ

يَـا رِحَـابَ الأمَـان يَـمْـسَـحُ ذُلاًّ
عَـنْ جُـفُـونٍ وَدَمْعَـةً عَنْ خُـدُودِ

يَا حِمىً يَـفْـزَعُ الضَّـعِيـفُ إليْـهِ
فـإذَا فـيـه قُـوَّةٌ مِـنْ أُسُـــودِ

يـا غَنَاءَ الفَقـِير في مَنْهَج الحـق
وَفي دَرْبِـهِ الأمِـيـن الـرَّشـيـدِ

يـا لَنُعْمَى الإِنسَـانِ يَحْـمِـلُ مِنْـهُ
مِـشْـعَـلاً شَـقَّ مِـنْ لَـيَـالٍ سُوْدِ

رَفْـرَفَ الشَّـوْقُ فانْتَقَى أَدَبُ الإِســ
ـلاَمِ مـِنْـهُ قُمْـريَّـةَ التَـغْـريـدِ

وَهَـبَ الحُـبُّ عِـنْـدَه الآيَـةَ الكُبْـ
ـرى وأَغْنَـى قُـدْسِـيَّـةَ التَرْدِيـد

فَــهُــوَ الله لاَ إلــه سِـــواهُ
هِـيَ أَعْـلَى هَـوىً وَأَحْـلى نَـشِيدِ

رَجِّعـي يَـا دُنـا جَـلاَلَ هَـوَانـا
واسْجُـدي وانْعَـمي بهذا السُّجـودِ

أنـا عَبْـدٌ لله مَـا أَعـظَـمَ الحُـبَّ
ـب وَ أَغْنَاهُ بـاليقيَـن الـشَّـديـد

يَـا أَهازِيـجُ يَـا نَشيـدَ اللَّـيَـالي
رَجِّعـي اللحْـنَ أَو أعيـدي قَصِيدي

أنا بالحـبّ نَـشْـوَةٌ في فَـمِ الدّهْـ
ـرِ وَلْحـنٌ مِـنَ الهَـوَى المنْشُـودِ

يَـا عَطَاءَ الإِسْلاَم يَا نَفْحَـةَ الإِيــ
ـمَان يَـادُرَّةَ الـعَـطَـاءِ الـفَـرِيدِ

أَدَبٌ شَـعَّ في اللّيـالي مَـعَ الـعَـزْ
م زَكَـا عِطْرُهُ دَمـاً مِـنْ شـهـيدِ

كَـمْ جَـلاهُ عَلَى المَيـادين فُرْسَــا
نٌ وَغَنَّتْـهُ وَثْـبَـةٌ مِـنْ صِيــدِ

فانْهَضِي يَا رَوَائـعَ الشِّـعْـرِ هـذي
سَاحَـةٌ زَغْـردي لَـهَـا وَ أَعيـدي

أَنْـت في ذِرْوَةِ الـبَـيَـانِ عَـطَـاءٌ
زَاخِـــرٌ بالهُـدَى وأَبْـحُـرُ جُـودِ

يَـا دِيـِارَ الإِسْـلاَمِ جُنَّـتْ رُبَـاهَـا
بَـيْـنْ عَــادٍ مَــرَوِّعٍ وَحَـسُـودِ

أَطْلقي دُونَـهُ البَـراكِيـنَ ، صُبِّـي
حِـمماً ، زَلْزلي القَوَاعِـدَ ، مِـيْـدي

وَاعصِفي غَضْبَةَ الأعَاصِير ، وارْمـي
فَـوْقَـهُ مِـنْ قَـنـابـلٍ و حَـديـدِ

لسْـتُ بِالـشَّـاعِـرِ المـُدِلِّ إذا لَمْ
يَـكُ شِعْـري قَـذَائـِفـاً مِنْ وَقُـودِ

وَإِذا مَا انْطَوى عَلَى الغِمـد سَـيْـفٌ
أَو خَـلاَ السَّـاحُ مـن هَوَى صِنديدِ

سَوفَ يَمْـضي عَلَى الطّرِيقِ قَصِيدِي
كالنَّـدَى رَفَّ في رَبِـيـعٍ جَـدِيـد

يـا أَديبَ الإِسْـلامِ أَيْـنَ السَّـرَايـا
نَـزَعَتْ عـن مَضَـاجِـعٍ وَ مُهُـودِ

أَيْقَظَتْـهَـا صَـوَاعِـقٌ مـِنْ نِـداءٍ
خـاطِفَاتٌ بَـقـيَّـةً مِـنْ كُـبُـودِ

دَفَـعَتْـها إلى الـنِّـزَال أَهَـازِيْــ
ـجُ فَمَـاجَـتْ عَلى لهـيب النَّشيدِ

وَجَـلتْـهَـا عَلَى بِـطَاح " فِلَسْطْيــ
ـنَ " دَويّـاً في يَوْمِهَـا المَـشْهُودِ

وَعَـلَى " كَـابُـلٍ " ، وَزَمْـزَمَتِ الأرْ
ضُ لَهِـيْـباً وَ أَرْعَـدَتْ بـالجُـنُودِ

أَدَبُ الـتَّـائِـهـينَ لَـيْـلٌ و َخَـمْرٌ
بَيْـنَ كَـأَسٍ مُـحـطَّـمٍ أَوْ غـيـدِ

حِينَ يَغْفُـو القَصِيـدُ في خَدَرِ السُّكْـ
ـرِ لـخَـصْـرٍ مُهَفْهَـفٍ وَنُـهُـودِ

أَدَبٌ ذَلَّ في الـفُـجُـورُ و نَـامَـتْ
بَيْـنَ أحْضَـانِـهِ جُـفُـونُ العَبيـدِ

يَـتَـوَارَوْنَ خَلْـفَ سِـحْـرِ شِعَـارٍ
كــاذبٍ أَوْ زَخَــارِفٍ ووُعُــودِ

سَـمِّ مَـا شِـئْـت مِـنْ مِـثالٍ فَهَذا
أَدَبُ الـضَّـائـع الـشَـقيِّ الجَـحُودِ

سَـوفَ يَفـنَى مَـعَ الـزّمَان وَيَبْقَى
أَدَبُ الحـقِّ شُعْـلَـةً في الـوُجُـودِ