الأهوال أمانات عند أهلها - الحلاج

مَن سارروه فأبدى كلّما ستـروا
و لم يراع اتّصالاً كان غَشَّاشـا

إذا النفوس أذاعت سرّ ما علمت
فكل ما خلت من عقلها حاشـا

من لم يصن سرّ مولاه و سيّـده
لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا

و عاقبوه على ما كان من زَلَـَل
و أبدلوه مكان الأُنْس ايحاشــا

و جانبوه فلم يصلح لِقُرْبِهِـــم
لمّا رأوه على الأسرار نبَّاشــا

من أطلعوه على سرّ فنمَّ بـــه
فذاك مثل يبين الناس طيّاشــا

هم أهل السرِّ و للأسرار قد خُلقوا
لا يصبرون على ما كان فحَّاشا

لا يقبلون مذيعاً في مجالسهــم
و لا يحبّون سِتْراً كان وَشْواشا

لا يصطفون مضيفاً بعْض سرّهم
حاشا جلالهم من ذلِكم حاشـا

فَكُنْ لهم و بهم في كلّ نائبــةٍ
إليهم ما بقي الدهر هشَّاشــا