ناي (في وصف فقد حاله) - الحلاج

أَنْعَى إليك نفوساً طاح شاهدُها
فيما وراء الحيثِ يَلْقَى شاهد القِدَم

أنْعي إليك قلوباً طالما هَطَلَتْ
سحائبُ الوحي فيها أبْحُر الحكـم

أنعي إليك لسان الحق مُذ زمن
أودى و تذكاره في الوهم كالعـدم

أنعي إليك بيانا تستكين له
أقوال كل فصيح ٍمِقْوَل فهـــم

أنعي إليك أشارات العقول معاً
لم يبق منهنّ إلا دارس الرمــم

أنعي و حُبِّك أخلاقاً لِطائفةٍ
كانت مطاياهم من مكمد الكظـم

مَضَى الجميع فلا عين و لا أثـُر
مُضِيَّ عادٍ و فـُقـْدانَ الأُلى إِرَم

و خَلّفوا معشراً يجرون لبستهم
أعْمى من البهم بلْ أعمى من النعم