نفسي الفدا لمقارب كمباعد - الخُبز أَرزي

نفسي الفدا لمقارب كمباعد
حذر الوشاة وراغبٍ كالزاهدِ

لزم التوقّي بالهوى فلسانُه
متباعد والقلب غير مباعدِ

مولاي لفظك في خطابٍ ناقصٍ
لكن ضميرك في وفاءٍ زائدِ

وأرى انقباضَك للتجمُّل تحته
لحظات طرفٍ بالمحبَّة شاهدِ

هي نعمة لك لا أُؤدي شكرها
أن مِلتَ نحوي بعد نهي الوالدِ

لو كان كلُّ العالمين مخالفي
ما ضرَّني إن كنتَ أنت مساعدي

وإذا تآلفت القلوبُ على الهوى
احتلنَ في إبطال كيد الكائدِ

قد قال قلبي إذ رآك مجانبي
ورآك ترصد غفلةً من راصدي

صدَّ الحبيبُ وقد رأيتُ لصدِّه
عذراً فلست على الحبيب بواجدِ

جزعي إذا أبصرتُ فيك تنكُّراً
جزعَ المريض من انكسار العائدِ

فإذا تواطينا فكلُّ مُغَرِّرٍ
من بعدُ يضرب في حديدٍ باردِ

لأُدارِينَّ وأُحسدنَّ ومن يَفُز
بوصال مثلك يصطبر للحاسدِ

لمكان ألفٍ لا يخلّى واحدٌ
لكنَّ ألفاً يكرَمون لواحدِ

كملت صفاتك فيك حسن المشتري
بين النجوم وفيك شكل عطاردِ

فاذا رأيتُ رأيت شخص محاسنٍ
واذا اختبرت رأيت شخص محامدِ

والله ما أبغي الوصال لريبةٍ
أو لا فلا اتصلت بكفي ساعدي

لكن لطيب تراسلٍ وتغازلٍ
وتآلُفٍ وتحادثٍ وتناشدِ

قد كان ذاك هوى الظراف وإنما
فسد الهوى في ذا الزمان الفاسدِ