فطوم تموت في بيت مْسَـيّ - محمد الحارثي

يوم كان الحمار ممنوعاً
من الالتفات
واللاندروفر بحاجةٍ إلى إباحة
لنقل مدنف إلى المشفى
كان الليل
ينصب خيمته كل ليلة
قاضماً سمكةً مشوية
تطل كل ستة أشهر في القرية
بعينين سوداوين وأعيادٍ مؤجلة.
.. وكانت فطوم
تنسى البقرة والكهف
على درج البيت
تذرف حنين الضحى
بعينين تلمع فيهما سنواتها
الشحيحة.
لا تريد الذهاب إلى الكُـتّاب
ولا تدري أن الأمصال
تفسد في ثلاجات الكيروسين
وظهور الجِمال.
تذرف حنين الضحى
لأمها
قبل أن ترفرف عصافير روحها
للمرة الأخيرة
مُمطرةً خُطاف الغياب
للمرة الأولى
بطفولة أزهرت
في قلعة
أغرقتها دموعُ السهوب.