أبو الكلام - محمد الحارثي

لم يضرب بعصاه الرمل
أتى من قريته النائية في خليج البنغال
تاركاً أبويه في رصيف المحطة
بين كسرة خبز وبطانية مرقعة
بحواسهما الخمس.
مُستسلماً في حارته الجديدة
لمكيف هواء
ومذياع صغير
يدلق في أذنيه
انقلاباً عسكرياً
وفيضاناً بحذافيره.
(مثرثراً مع رفاقه عن مقاول جديد)
يحتسي ثلاثة كؤوس من كولونيا رخيصة
بعد ظهيرة من الإسمنت
وأربعين دولاراً
يرسلها كل هلالين
لأبيه المجدور
……………………
………………
مطفئاً صهريج الشمس
بلمسة زرِّ في مخيلته
يتوسدُ فُتـات أحلامهِ
وينام.