خانُ الوصُولِ بعد عُـبور الرّبع الخالي - محمد الحارثي

بشِـقّ الأحلام والأنفُس عبرناه
ذاك الكؤودُ، ذاك العارمُ غير مُصدقين
تاركين الشروق والغروب توأمين من لحمٍ ودمٍ حتى
في عزّ الظهيرةِ، توأمين بجناحين عندما
يلتقي الهلالان تحت سدرةِ
ا
ل
م
ن
ت
هـــــــــــــ
ى
(حيث تذكرنا أسلافنا الرّحالة..
وانحنينا، في الليلةِ الظلماء، إجلالاً لفكرة
سفينة الصحراء)
لاعنين، إثر كلِّ تَـغريزةٍ في حروف الكثبان وبطونها
فكرةَ الدفع الرّباعي: حيث كلُّ فراسةٍ،كلُّ بَـعرةٍ، كلّ إبرةٍ
مُمغنطة.. كل خريطةٍ سرّيةٍ للقُواتِ المسلّحةِ
قبضُ ريح
في النقطة الفاصلة بين أن تموت بأعجوبةٍ
وتحيا في "أمّ السّـميم" ورمالها المتحركة بأعجوبتين
حالماً في كفّكَ بالماء، في كفك الأخرى بثلاثة
أرباع الدنيا، إن نجوت بدشـداشةٍ – رايةٍ في عين صقرٍ
مُقامرٍ بزينةِ الحياة.
□□□
في النقطة الفاصلةِ تلك..
في ال (·) حيثُ لا بئر ولا بؤرة:
كان لا بُد من قمرٍ يملأ الكأس بالبيـدْ
بمُـعلّقةٍ ولَبـيدْ
بحُـريّةٍ تملأ الرأس في الفجر بالروحِ والرّاح..
بعد أن يشربَ الصقرُ (في صحّةِ الفجر) قنّـينةً
ثم يروي حكاياتهِ
عن فَـلاةٍ وسبعٍ عجافٍ وعن…
بعد أن ننتهي والجناحان مِروحَةً
حُلماً غامضاً..
حُلماً لا يراهُ السراجُ البعيدْ
□□□
هكذا، بشق الأحلام في عين صقرٍ
لم ير الـرّايةَ عَـبرناه
مُختاراً لنا أمثولةَ الأمل:
أحجيتهُ الأخيرةَ بعد آخر
قطرتين من الماء والبـنـزين -
خانٌ مسحورٌ (لا ندري في الجزيرة، في فردوس
الوصول، في حضرموتَ أم في ظَـفار)
قلنا لصاحبه:
هات المفاتيح وهات المُدام
هاتِ الثُـلاثي الكوكباني ودعهُ يُغني
(إن كان واحداً)
دعهم يغنون إن كانوا ثلاثة
والصباح رَباحٌ x رَباح.
غنِّ لنا أنت إن شئت. ودع بنات آوى يُولِـمن.
اتركْ رائحة البصل في قميص الفردوس،
وانسَ بُقعة الفواتير الصفراء
نائمةً في ضلع سورة البقرة.
قرشُك النمساوي، بل ماريا تيريزا
(ذاتُ الحسب والنسب)
سيتبادلان قُبلة الرنين في مئزرك.
غـنّ لنا أنت الليلة، ودندن
دونهُ، دون عُبورهِ مرّةً أخرى
ذلك الرّبع، يا صاحب الخانِ، خَرطُ القَتاد.