ينبوع الحصان - محمد الحارثي

عندما ركض الحصـانُ
نحو الهـاوية المُـهـيّـأة في
كـأس
لم تسقط الـوردةُ السوداءُ
من غُـرّتـه
رغم أن القبـيلة المنـسية في المَـضارب
كانت تضحكُ من الألِـف المنـصوبة
مكـان الأشـجار التي مـحتها
صورةُ الـعائدِ من ظِـلال المـائدة-
المـائدة التي ترامت أغصانُـها
حتى تُـخوم النسـيان
وغُـبارِ السـيارات التي تُـشـخبطُ الأفُـق
بقصـائد النّـبط الإلكتـرونية
وفتياتِ الإعـلان عن جَـمَلٍ ومارلبورو
يَـعـبُـران واحةً مُتـخَـيـلة
تـنزفُ حقـيقتـها الصغيرة
من عُـروق الأسلاف
بـتـلك السّـهولـة العـابقة
في عـطر مكـالمـة هاتـفيـة
بـيـن الصحـراء والـجـنّـة:
كـأنْ يـشرب الـعائـدُ
كـأسَ ماء
كـأن تـضحك الـقبـيلـةُ
من جـديد
أو
كـأن يـدقّ الحـصـانُ عُـنقه
في هـاوية تلك الكـأس
ويُـبـقـي الوردة بيـضـاء
حـتى آخـر قـطرة
من يـنـبوعـه النـازف.